بعيدا عن أعين البشر، يعيش المواطن سرحي الثبيتي (87 عاما) منذ ستة أشهر وحيدا في خيمة مهترئة، تبعد عن منزل أبنائه في حي جبل النور شرقي مكةالمكرمة 15 كيلو مترا، ترافقه الماعز التي تؤنسه في وحدته، وتدر عليه غذاءه، إذ يعتمد كليا على حليبها، عقب تركه الطعام والماء، نظير تدهور حالته الصحية. وبنبرة تظهر عزة نفسه بين المسن أنه قرر اعتزال منزل أبنائه الأربعة، عقب تدهور حالته الصحية، وفقدانه السيطرة على جهازه البولي، حتى لا يضايقهم وزوجاتهم بتواجده عاجزا في منازلهم. وتعود تفاصيل معاناة الثبيتي إلى قرابة ال 10 أعوام، حين شخصتها مستشفيات مكةالمكرمة آنذاك، بالتهاب في البروستاتا، وصرفت له علاجات، بيد أنها لم تخفف من وطأة آلامه، وأخذت حركته في التثاقل مع مرور الزمن، قبل أن يكتشف أخيرا معاناته من انزلاق غضروفي سبب له ضغطا على حبله الشوكي وأصابه بالضمور، بعد أن شخصت حالته أحد المستشفيات الخاصة في مكةالمكرمة. وهنا أوضح الابن الثاني لسرحي فايز الثبيتي (38 عاما) أنهم قرروا نقله إلى مستشفى متخصص، جراء تدهور حالته، ورغبة في الحصول على علاج مناسب له، لكنهم اكتشفوا أن التشخيصات الطبية السابقة التي أجريت له كانت خاطئة. وزاد الثبيتي «عقب اكتشاف العلة الحقيقية لمرضه، بادرنا إلى إجراء فحوص أولية على والدي بغية إخضاعه لعملية جراحية في عموده الفقري، لكن الأطباء أخبرونا بعدم فاعليتها، بسبب تقدمه في السن، وخلل من قصور في الشريان التاجي وتضخم في عضلة القلب، أدت إلى قصور في وظائفه». وخلص إلى نصيحة طبية تلقاها من طبيب مقرب إليهم، فتحت لهم باب الأمل في علاجه ومن ثم إقناعه في العودة إلى منزله، حين أخبرهم بإمكانية علاجه في مراكز متخصصة خارج المملكة، إلا أن ضيق ذات اليد منعهم من مراسلة تلك المراكز، مبديا في الوقت ذاته تخوفه وأشقائه من إبعاده عن خيمته في حال داهمت موقعه الحالي لجنة إزالة التعديات.