أوضح المفكر الإسلامي الدكتور عبد الكريم بكار أننا خسرنا المرأة وكسبتها الأصوات المغرضة عندما همشناها، ملمحا إلى دراسة أجراها وجد فيها أن 80 في المائة مما كتب عن المرأة انحصر في الحجاب والاختلاط والعمل وشروطه، مبينا أنه وجد في دراسة أخرى أن المرأة المسلمة تنفق على أدوات التجميل والتزين أكثر من المرأة الأمريكية، مشيرا إلى أن ذلك يعود إلى الخواء الفكري والروحي، فأحبت أن تملأه عن طريق الاستهلاك والشراء. وأشار إلى أن الناس كلما مضوا في التحضر فإن الحياة تكتسب مسحة أنثوية أكثر، والسر أنهم يتذوقون طعم الرفاهية، مبنيا أن «المرأة بالنسبة للرجل شيء يترفه به، والعكس كذلك»، موضحا أن الرجل لا يستطيع أن يترفه بالمرأة حتى يرفهها، ومن جملة ترفيهها سماع كلامها والموافقة على ذوقها، ولذلك فإن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن للترفيه، لأنه لو كان كذلك لرفه نساءه، ولذلك نلاحظ أن نفوذ المرأة في البادية أقل منه في القرية، ونفوذها في القرية أقل منه في المدينة، لأن أهل المدينة تذوقا طعم الرفاهية، وجزء من رفاهيتهم لترفيه نسائهم. جاءت تصريحات بكار عن ترفيه المرأة في سياق حديثه عن العقل في محاضرة ألقاها في الجامعة الإسلامية، وأوضح فيها أن عقل الإنسان ينقسم إلى عقلين؛ موهوب يتساوى فيه جميع الناس حتى الأطفال قسمه الله بين كل الأمم بالتساوي، وعقل كسبي، والمراد به الثقافة، وهو الذي يدفع الأمم إلى التقدم، مشيرا إلى أن القرآن الكريم يركز على العقل الكسبي، وأن كثيرا من الدراسات تقول إن التعليم الجيد يستطيع رفع مستوى الذكاء الفطري لدى الإنسان إلى 8 في المائة، مبينا أن الفارق بيننا وبين الأمم المبدعة هو الثقافة وليس العقل، موضحا أن الإنسان العادي حينما يتعلم تعليما ويتدرب جيدا فإنه يحفز عقله على العمل الجيد والتوجيه الصحيح. وأكد بكار أن أفضل الطرق لبناء العقل والثقافة الشخصية هي؛ القراءة، الحوار، النقاش، مشيرا إلى أن العقل حينما يتعامل مع الأشياء لا يتعامل معها مباشرة، بل عبر أدوات، هي: المفاهيم، التعريفات، المصطلحات، والمعلومات، فإذا وحدت كانت العقول ذات قيمة، وتعمل بكفاءة.