أكدت المملكة أن العالم في أمس الحاجة إلى حوار شامل وعميق يسهم في تحقيق العدل والمساواة والقيم النبيلة لتحقيق الأمن والاستقرار بعيدا عن شرور الكراهية والحقد والضغينة والوقيعة بين الشعوب وتعزيز الاعتدال والوسطية وإزالة أسباب النزاع والقضاء على التطرف للتقريب بين الشعوب. جاء ذلك في كلمة المملكة التي ألقاها نيابة عن صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية صاحب السمو الأمير الدكتور تركي بن محمد بن سعود الكبير وكيل وزارة الخارجية للعلاقات متعددة الأطراف أمس أمام الاجتماع الوزاري الاستثنائي لحركة عدم الانحياز بشأن حوار أتباع الأديان والتعاون من أجل السلام والتنمية المنعقد في العاصمة الفلبينية مانيلا حاليا. وقال سمو وكيل وزارة الخارجية للعلاقات المتعددة الأطراف: إن حركة عدم الانحياز قامت في ظل ظروف دولية حساسة كانت فيها سياسة الاستقطاب الدولي مهيمنة على الساحة الدولية، الأمر الذي استوجب السعي نحو خلق كيان مستقل يحافظ على مصالح العالم الثالث بعيدا عن سياسة المحاور والاستقطاب، وصولا إلى إقامة علاقات أفضل بين دول العالم، منطلقة في ذلك من مبدئي المساواة والعدالة. واستطاعت الحركة على مر السنين وتطور الأحداث الدولية أن تثبت أهمية مبادئها وقدرتها على الاستمرار في أداء رسالتها، بل وتزداد الحاجة إلى التمسك بها وتفعيل دورها في عالم تبدو فيه الأوضاع الدولية والإقليمية اليوم أكثر اضطرابا والعلاقات الدولية يسودها غياب العدالة ويشوبها انعدام التوازن وتجاهل القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، في الوقت الذي بدأت فيه محاور الاستقطاب تأخذ في الأفول وبرزت التحالفات والتجمعات الإقليمية كبديل لذلك. واستعرض الأمير تركي ما حققته المملكة من إنجازات في مجال الحوار بين أتباع الأديان والثقافات على مختلف المستويات. وقال إنه على مستوى الحوار الإسلامي الإسلامي، احتضنت العاصمة المقدسة مكةالمكرمة أوائل عام 2008م مؤتمرا عالميا للحوار ضم نخبة من كافة علماء الدول الإسلامية لتأصيل مبدأ الحوار بين الأديان والثقافات والحضارات، وتوصلوا إلى مبادئ تحكم التعامل مع الطرف الآخر وتحقيق التفاهم فيما بينهم، والتأكيد على أهمية انخراط المسلمين في الحوار وتوظيفه بما يحقق السلام العالمي والتعايش الإنساني.