اشتعل الأسبوع الماضي بأحداث كثيرة.. شغلت حيزا واسعا وآفاقا عريضة من الأثير العالمي كانت محل حفاوة العالم بأسره.. ذلكم جائزة الملك فيصل وجائزة الملك عبد الله وحضور المملكة في باريس في قلب مجلس الشيوخ.. مثل ذلك خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة.. وكذلك الجلسة التي عقدها أمناء مؤسسة الفكر العربي في قلب باريس.. وحدث اليونسكو.. كل ذلك قد أشعل قناديل الأضواء التي انعكست لتجسد مكانة هذا البلد العظيمة في نفوس كل رواد المعرفة. أردوغان في قلب الحدث استطاع هذا القائد الفذ أن يفرض نفسه على الساحة العالمية كشخصية ذات معالم بارزة ورؤية واضحة.. تسري به نحو آفاق عريقة وفق استراتيجية ومنهجية لم يسبقه عليها أحد.. وإن كان قد أعاد للأذهان ذلك الرمز الغائب الحاضر «محمد الفاتح» فاتح القسطنطينية وصاحب الشهرة المدوية.. وأحد أبرز أساطين الإسلام. أردوغان والجائزة: فقد قال معلقا على الجائزة، إننا جميعا نعتنق دينا واحدا اسمه يعني السلام، وقد ظللنا عبر التاريخ وحيث عشنا وأينما كنا ندعو للسلام والقيم الإنسانية وحقوق الإنسان، حتى سميت حضارتنا بحضارة المحبة.. وأن نعبر بالصوت العالي للعالم أجمع رسالة السلام التي تمثل أساس حضارتنا.. ونتطلع إلى رؤية نهاية قريبة للحروب والصراعات التي سادت المنطقة.. إن جائزة الملك فيصل العالمية تشكل إسهاما في هذا الصدد، فهي تشجعنا وتدعم مسعانا. إنشاء مركز ثقافي سعودي فرنسي: وفي نفس الأسبوع وفي نفس الاتجاه، كان خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة أمام مجلس الشيوخ الفرنسي.. ألقى فيه الضوء على المجتمع السعودي ومطالبا بتحالف للقيم يجمع الإنسانية بسائر أطرافها.. وحضارة الإسلام في مقدمتها وحضارة أوروبا الغربية.. مؤكدا أن الحضارتين تؤمنان بالإخاء الإنساني والعدالة.. وأن الإيمان بالتعدد والتنوع قاسم مشترك بين الحضارتين.. وأن الحضارة الإسلامية تمجد الاشتغال بالعلم وتعتبره عبادة وقربى إلى الله.. وأن مكةالمكرمة هذه المدينة المقدسة التي أشرف بخدمتها وإمارتها.. أحلم بأن تكون من أجمل مدن العالم.. هذه المدينة العظيمة التي شهدت قبل ظهور الإسلام بقليل «حلف الفضول» الذي يمكن اعتباره واحدا من أقدم الأحلاف الإنسانية. ومن عاصمة الإسلام إلى عاصمة النور، جئت لأتحدث إلى هذا البرلمان العريق الذي أرسى ثلاثية الفكر الحقوقي المعاصر.. الحرية.. الإخاء.. المساواة.. ولقد كان أثر هذه الزيارة كبيرا، وقد وصف رئيس المجموعة البرلمانية الفرنسية السعودية الخليجية بأن هذه الزيارة لوفد من مكة حدث تاريخي للمجلس ولباريس وللحياة الثقافية.. كما رحب رئيس مجلس الشيوخ مركزا على الدور الذي تلعبه المملكة على صعيد الشرق الأوسط وعملية السلام. القدس في باريس: وفي الوقت الذي تعاني فيه القدس من صلف وغدر اليهود ومحاولتهم تخريب الرمز الإسلامي العظيم.. بيت المقدس.. بادعاءات واهية لا أساس لها في تاريخ البشرية.. كانت القدس حاضرة حيث ركز أمير مكةالمكرمة على الأحداث.. وجلى للحاضرين فداحة الجرم الاسرائيلي. الشيخ الطنطاوي رجل الحلم والسلام: في غمرة وهج مهرجان جائزة الملك فيصل.. فجع العالم الإسلامي بوفاة أحد أعلام الفقه الإسلامي ورموزه الشيخ الدكتور محمد سيد طنطاوي شيخ الأزهر، الذي كان له شرف الفوز بهذه الجائزة، وكان من أبرز المساهمين فيها إيمانا منه بعظمة أهداف هذه الجائزة وبمن تمثله. تأتي وفاة الشيخ الكبير عنوانا لجهاده ومسيرته في سبيل خدمة الإسلام. الطنطاوي وشيبة الحمد: ما زلت أذكر بكل دواعي الإعجاب، تلك القصة التي رواها لي شيخنا الكبير عبد القادر شيبة الحمد.. أمد الله في عمره.. وأثابه عن الإسلام وعن طلاب العلم والمعرفة جزيل الثواب.. قال: عندما كنت أقوم بالدرس في حلقات الذكر في المدينةالمنورة.. فاجأني أحد الطلاب بأن ألقى بسؤال ما رأيك في الشيخ الطنطاوي الذي أباح فوائد البنوك.. وهنا كانت إجابتي أن الشيخ رجل من رجالات الإسلام ويتبوأ مكانة مهمة في بلد كبير ومهم.. ولا أعلم عنه ما يشوبه أو يسيء إلى شخصه، وهو رجل أمين مع مسؤولية الإفتاء.. ويعلم علم اليقين ما يقول. وفي اليوم التالي فوجئت به أي الشيخ الطنطاوي على الهاتف وفي أدب جم يطلب أن يزورني.. وكانت الدهشة أنه كان من بين الحاضرين في حلقة الذكر وسمع بالطبع السؤال والإجابة.. وكنت وقتها أعمل على إعداد مبحث كبير وتنقصني وثيقة أو مخطوطة مرجعية.. فكان له الفضل في تأمين هذه الوثيقة.. رحم الله الشيخ الطنطاوي وأسكنه فسيح جناته وعوضنا فيه خيرا. عبد الله النعيم أستاذ الأساتذة: لقد سقط سهوا في مقالي الأسبوع الماضي ذكر أستاذي الكبير.. أستاذ الأساتذة ومدير المديرين.. معالي الأستاذ عبد الله العلي النعيم.. أحد أساطين التربية والتعليم والإدارة في هذه البلاد المقدسة.. لذا اعتذر وأعده بلقاء آخر ينصف معاليه ويعطيه حقه.. وحسبي الله ونعم الوكيل. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 132 مسافة ثم الرسالة