تشرع القرية التراثية في الجنادرية أبوابها أمام الزائرين اعتبارا من الساعة الرابعة عصر غد، محتضنة 600 حرفي من مختلف مدن ومحافظات وقرى المملكة، يعرضون تراث الآباء والأجداد. «عكاظ» وقفت على آخر الاستعدادات في القرية أمس، وشملت الجولة الأجنحة في القرية التراثية التي أعدت وجهزت لتماثل الصورة النمطية القديمة التي اندثرت منذ عشرات السنين. عندما يتجه الزائر للقرية، يجد كبار السن وهم يحملون أدواتهم التي حافظوا عليها من الاندثار ليقدموها للجيل المعاصر والزائرين. وفي الاتجاه الآخر، وأنت ترصد الاستعدادات النهائية التي تسبق انطلاقة «الجنادرية 25»، تشاهد في الباحة اللواء سعد بن مطلق أبو اثنين قائد معسكر الجنادرية يتابع الاستعدادات القائمة، قائلا ل «عكاظ»: «أستطيع القول إن الجنادرية هذا العام لبست ثوبا جديدا مختلفا عن الأعوام الماضية، إعدادا وتجهيزا وأنشطة»، مضيفا «هناك ألفا ضابط وفرد يواصلون الليل بالنهار لاستقبال الزوار، ومتابعة كافة المواقع»، وأشار إلى تخصيص دوريات أمنية لحراسة المواقف التي تتسع هذا العام لنحو 100 ألف سيارة، لافتا إلى أن هناك تنسيقا مع كافة الجهات لتسهيل استقبال الزوار، وقال: «الأيام الخمسة الأولى مخصصة للرجال بدءا من يوم غد من الساعة الرابعة عصرا حتى العاشرة مساء، عدا يوم الخميس والجمعة، فقد خصصا للأسر من الساعة الرابعة عصرا حتى الحادية عشرة مساء». الإعلام فاق العدد «عكاظ» زارت المركز الإعلامي الذي يديره المقدم خالد المقبل، رصدت الجولة جاهزية المركز لاستقبال الإعلاميين من حيث الإنترنت وإرسال الصور والبث التلفزيوني المباشر من موقع الحدث، وقال المقبل: «الإعلاميون هذا العام فاق عددهم الضعف»، مفيدا «أن هناك عددا من الإعلاميين الفرنسيين حضروا لتغطية المهرجان باعتبار فرنسا ضيف شرف المهرجان». وجه من الماضي عند إحدى زوايا القرية التراثية، يبرز العم عبد الرحيم الغالب أحد أبرز صناع المشالح في الأحساء الذي يشارك في المهرجان منذ انطلاقته، فيصف حال مهنته متحسرا على أنها غدت بأيدي عمالة وافدة لا تجيدها، قائلا: «هذه الصناعة المتأصلة في شخصية أبناء المملكة والخليج، أصبحت في أيادي العمالة الوافدة، مما تسبب في حدوث كثير من العيوب لهذا الزي التقليدي»، مضيفا «هناك أسر امتهنت هذه المهنة في الأحساء كعائلة البوخضر والخرس والقطان والبوجبارة وأبو حليقة والحرز والمهدي والبقشي والباذر، وما زالت تواصل ذلك العمل أبا عن جد». القرية التراثية تحتضن بين جنباتها مواقع المدن، حيث تعبر كل منطقة عن موروثها الشعبي والتراثي، كما تشهد القرية كل عام أنشطة ثقافية وفنية للفرق الشعبية، تقدم كل فرقة الفنون الشعبية التي تشتهر بها هذه المناطق والمحافظات، وما يميزها من مأكولات شعبية طازجة تقدم للزوار.