يعكف الدكتور أحمد سعيد قشاش عميد كلية العلوم والآداب في جامعة الباحة في بلجرشي، على إنشاء مراكز أبحاث علمية عالمية للنبات، وينشغل حاليا بإعداد تقنية (البيوجاز) التي يمكن من خلالها إعادة استخدام المخلفات العضوية كمخلفات المحاصيل الزراعية وغيرها بطريقة اقتصادية وآمنة صحيا، وذلك لإنتاج طاقة جديدة ومتجددة وبديلة للطاقة التقليدية، مع إنتاج سماد عضوي عالي الجودة يحمي البيئة من التلوث. ويعمل كذلك على إنشاء عدد من المزارع البحثية التي تحوي الأشجار الاقتصادية كشجر البان وشجر الوقود الحيوي وكذلك الأشجار الطبية والنادرة. ولد قشاش في قرية حزنة -بلجرشي- في عام 1385ه، وعاش مع والده وحيدا يرعى الأغنام، والتحق بابتدائية حزنة في بلجرشي وكان يقطع مسافة ساعة ونصف الساعة -راكضا- للوصول إلى مدرسته عبر عقبة وعرة وصعبة وكان يستغل هذه المسافة لحفظ المحفوظات وباقي دروسه، فيما يتفرغ بعد العودة من المدرسة لإحضار الأغنام من الجبال وإعادتها إلى المنزل، ويقضي وقته المتبقي في بيع المحاصيل الزراعية. تخرج في مدرسته الابتدائية متفوقا وحاصلا على المركز الأول، ليلتحق بعدها بالمعهد العلمي في بلجرشي، وحينها بدأت الظروف تتحسن نسبيا لحصوله على مكأفاة شهرية بواقع 600 ريال واستطاع من خلال هذا المبلغ شراء سيارة ينقل بواسطتها الركاب من مكان إلى آخر، بعدها اشترى سيارة أخرى من نوع (هايلكس) ينقل فيها البضائع من فواكه وطماطم. تخرج في المعهد العلمي محققا الترتيب الأول رغم كل مشاغله، قرر بعدها الاتجاه للمعهد الصحي إبان افتتاحه آنذاك إلا أن اساتذه سعيد عساف -رحمه الله- نصحه بمواصلة تعليمه، وفعلا حزم حقائبه واتجه إلى الرياض للانخراط في كلية الملك فهد الأمنية، إلا أن ضعف النظر الذي كان يعانيه وقفا حائلا دون تحقيق رغبته، فقرر التوجه إلى جامعة الملك سعود في الرياض، وبعد أن قضى فيها فصلا واحدا، ترك الجامعة لظروف خاصة ثم عاد ليكمل الفصل الثاني من العام نفسه في جامعة الإمام محمد بن سعود في أبها في كلية اللغة العربية. ومع دخول فصل الصيف، ذهب إلى مدينة جدة وعمل في أحد الفنادق الكبرى كموظف استقبال، وأثناء عمله زار جامعة الملك عبد العزيز وأعجب بنظام الدراسة فيها وطلب الانتقال إليها وبالفعل تم قبول طلبه، رغم انتهاء فترة القبول لارتفاع معدله، وتخرج فيها عام 1409ه حاصلا على البكالوريوس مع مرتبة الشرف الأولى وشهادة الطالب المثالي. عين معيدا في كلية اللغة العربية في الجامعة الإسلامية في المدينةالمنورة، ومن هذه الجامعة نال درجة الماجستير في قسم البلاغة والأدب مع مرتبة الشرف الأول، فيما حصل على الدكتوراه في قسم اللغويات مع مرتبة الشرف الأولى والتوصية بطبع الرسالة على نفقة الجامعة، وكان ذلك في عام 1417ه. تدرج الدكتور قشاش في عدد من المناصب والأعمال الإدارية، حيث عمل مديرا لإدارة مجلس الجامعة الإسلامية حتى عام 1416ه، وبعد ترقيته إلى مرتبة أستاذ مشارك نقل خدماته إلى جامعة الباحة وكلف بعمادة كلية الآداب ثم عين عميدا لكلية الآداب والعلوم الإنسانية في جامعة الباحة في بلجرشي.