اختتم فريق بحثي زيارة لجبل شدا الأسفل والأعلى، وذلك بعد أن أجروا بعض الدراسات، وجمعوا عينات من النباتات لإخضاعها لاختبارات وأبحاث، في محاولة للإفادة منها في استخلاص بعض العقارات التي تفيد في علاج بعض أمراض السرطانات. تكون الفريق من الدكتور أحمد سعيد قشاش عميد كلية العلوم والآداب في بلجرشي ومؤلف معجم (النبات في جبال السراة والحجاز)، وأستاذ النواتج الطبيعية والطب البديل بكلية الصيدلة بجامعة الملك عبد العزيز عصام عبد الحميد عبد الستار وأستاذ علم الأدوية بكلية الطب جامعة الملك عبد العزيز والمشرف على أبحاث السرطان وتجربة النباتات الطبية ضد نمو الخلايا السرطانية البروفيسور عبد المنعم محمود وطلاب نادي المعرفة العلمية التابع لقسم رعاية الموهوبين بتعليم المخواة. وأوضح البروفيسور عصام عبد الحميد أن جبل شدا بمنطقة الباحةجنوب السعودية يعتبر أكثر المناطق التي تحتوي على تنوع نباتي ضخم يجعل من الجدير تخصيصه بزيارات بحثية تبحث في إمكانية الاستفادة من هذه الأشجار والنباتات، وإخضاعها للدراسة، ومحاولة الإفادة منها طبيا . وأضاف عبد الحميد أن الفريق الذي أجرى أبحاثا على بعض النباتات التي جمعت من جبل شدا، يعتقد أنه من الممكن استخلاص بعض العلاجات الناجعة لبعض أمراض السرطانات منها، والتي أثبتت الدراسات الأولية فيما بعد إمكانية القيام بدراسات أكثر تفصيلا على بعض هذه النباتات. لاسيما السام منها مثل العدنة والفعمة وغيرها . وأشار أستاذ علم الأدوية بكلية الطب بجامعة الملك عبد العزيز عبد المنعم محمود إلى أن "جبل شدا غني بالكثير من الأشجار والنباتات المتنوعة والكثيرة، وقد خصصناه بالدراسة لكثرة التنوع النباتي الهائل به، وتم أخذ عينات من أشجاره ونباتاته لعمل أبحاث عليها وتجربتها في محاربة نمو الخلايا السرطانية" . الدكتور حمد سعيد قشاش أوضح من جانبه أن "جبل شدا يتمتع بتنوع نباتي هائل. الأمر الذي سيجعله محط أنظار الباحثين الطبيين لوجود الكثير من الأشجار والنباتات فيهما. لاسيما النباتات التي تحتوي على نسبة سمية كبعض أنواع الفصيلة الدلفية والعشرية والكبرية"، مشيرا إلى أن معظم العلاجات والعقارات تستخرج من النباتات التي تحتوي على عصارات سمية . وأوضح رئيس قسم الموهوبين بتعليم المخواة علي بن عبد الله الغامدي أن القسم شارك فريق البحث في رحلته إلى جبل شدا بفريق بحثي من طلاب نادي المعرفة العلمية بمدرسة مصعب بن عمير الابتدائية والمتوسطة، والذي يهتم بتدريب الطلاب على الملاحظة، وذلك في إطار برامج الإثراء التي يقوم بها القسم، مضيفا أن النادي قام بالعديد من رحلات المرافقة مع باحثين أكاديميين داخل المحافظة. وعن أهداف النادي وفكرته يقول الغامدي "الذي يتأمل في هاجس وزارة التربية والتعليم اليوم، وبعد شروعها في تطوير المناهج لا يخفى عليه توجه الوزارة إلى إقصاء عمليات التلقين التي كانت مسيطرة على المناهج، والبدء في ترسيخ مفهوم التعليم العملي الحديث الذي يقوم على توجيه الطلاب نحو المعلومات، وطرح التساؤلات، ووضع الفرضيات المناسبة لحل المشكلات، ودراسة الظواهر وإيجاد ثقافة الملاحظة والتحليل وابتكار التحسينات"، مشيرا إلى أن نادي المعرفة بقسم الموهوبين يسير في هذا الاتجاه ويرسخ هذا المفهوم .