عندما يتعلق المصير وتلامس آلام لقمة العيش المرء فإن الإحساس والتفكير في معنى الحياة يتم من خلال نافذة الظلام. ولكن ديننا الحنيف دعانا للتفاؤل حتى وإن حرص البعض ممن حمله ولي الأمر الأمانة أن يزرع الإحباط في طريقنا أينما اتجهنا. لن نضل الطريق ونحن في مملكة الإنسانية، ولن نتوقف لمجرد أننا اكتشفنا أن هناك من يستغل منصبه لتسيير ما يريد وإيقاف ما يريد بدون مبالاة بأن قطع الأعناق أرحم من قطع الأرزاق. نحن طلاب الكليات الصحية في تخصصي الصيدلة والأشعة لسنة (1428 1429ه ) منا من درس على نفقة الدولة ومنا من درس على حسابه الخاص وتخرجنا منتظرين التعيين ولكن هيهات.. فقد تم تعيين التخصصات الأخرى بعد فترة طويلة على تخرجهم.. أما نحن ف «لا للتعيين» هو الشعار الذي رفعته وزارة الصحة في وجوهنا برغم الوعود الكثيرة. الآن مضت سنة وثمانية أشهر ونحن ننتظر ونطرق الأبواب وكلما فتح لنا باب وجدنا الذي يليه موصدا. تعللوا بالميزانية فصدرت الميزانية ولم يصدر التعيين. قالوا إن دفعتنا ستكون الأخيرة التي سيتم تعيينها من قبل وزارة الصحة. أما الدفعات التي تليها فسيكون التعيين من قبل الديوان. وكان ذلك الخبر على موقع الوزارة ولم يشمل تصريح أحد المسؤولين أي استثناء لأي تخصص ولكن كانت المفاجأة التي أعادتنا للجانب المظلم من الأمل بأن ضربوا بالقرار السابق عرض الحائط وبدلا من أن تنتظر هذه الدفعة تعيينها من قبل الخدمة المدنية صدر خطاب موجه إلى عميد كلية العلوم الصحية في جامعة الملك سعود برقم 3389/1/29 في 12/1/1431ه بأن تستثنى هذه الدفعة وتعين من قبل الوزارة وهم من دفعة 1429 1430ه وكانت المحسوبية وحدها خلف هذا القرار وإن كان المبرر الظاهري أن الحاجة لهذا التخصص فرضت القرار.. وفي فترة وجيزة صدر قرار رقم 22697/29/11 بتاريخ 22/3/1431ه بتعيين هذه الدفعة قبل جميع المنتظرين في وزارة الصحة لأكثر من سنة ونصف السنة. الوزارة تقول إن الاحتياج للصيدلة والأشعة والتخدير والتمريض قليل في الوقت الذي نرى فيه المتعاقدين من غير السعوديين يملؤون مستشفياتنا في هذه التخصصات على وجه التحديد. إن كنتم لا تثقون في قدراتنا فلماذا علمتمونا ؟. تحولنا إلى رحالة نواجه أخطار الطريق ومصاعب الحياة لعلنا نجد من يسمع لمعاناتنا ويساعدنا على تجاوز أزمتنا التي طال مداها. عادل الغامدي