يوم أمس صرح زميلنا الأستاذ محمد الحساني في مقاله «ماذا يريد هؤلاء من البنوك»، بأن معظم الذين كتبوا عن قروض تمويل البنوك لشراء شقق سكنية خاصة بالمقترضين كانت كتاباتهم إنشائية ونقدهم أجوف وغير موضوعي وتهريج يقصد منه إثارة المشاعر ضد البنوك التي لا يجب مطالبتها بأن تكون جهة إقراض خيرية لا تأخذ فوائد على مثل هذه العملية أو تأخذ فائدة رمزية، ويرى الحساني أنه لو كان الاعتراض والنقد موجها لعملية التمويل نفسها باعتبارها غير جائزة لكان مفهوما، ولكنه غير مفهوم حين يركز على شروط الممول ونسبة الفوائد فقط لا غير. كما أنه أفادنا جزاه الله خيرا بأن ما تطبقه البنوك المحلية من أنظمة في مجال التمويل والإقراض يماثل ما هو معمول به عالميا، وما تقوم به هو أقصى ما تستطيع القيام به، إلا إذا أثبت الكتاب الجهابذة كما وصفهم عكس ذلك. وبما أنني من المهرجين وغير الموضوعيين الذين وجهوا نقدهم الإنشائي الأجوف للبنوك في مسألة التمويل العقاري، ومن مثيري المشاعر ضدها الذين يريدونها بجهلهم أن تكون جهات خيرية، فلابد لي أن أقول: لن نعترض على عملية التمويل يا أستاذ محمد لأنه من غيرها لن يجد غالبية المجتمع وسيلة لتدبير المال، ولسنا الذين نفتي في مشروعيتها، هذا شأن غيرنا وشأننا أنها طالما فتحت هذا الباب بعلم الدولة والعلماء وطالما هو الباب الوحيد المتاح فما حيلة المضطر إلا الدخول منه حين تتقطع به السبل .. وبعكس ما تقول فإن الاعتراض الأساسي يتركز على شروط ونسبة فوائد التمويل، التي لا أعرف كيف استطعت تزكيتها والجزم بأنها تماثل ما هو معمول به عالميا!!. نعم يا أستاذ محمد، لقد صدقت حين قلت «إن ما تقوم به البنوك هو أقصى ما تستطيع القيام به»، ولكن ضد المقترضين بالجور عليهم وظلمهم واسترقاقهم وفرض شروط قاسية عليهم لا نظير لها في البنوك التي وصفتها ببنوك اليهود والنصارى .. هل قرأت شروط قرض التمويل؟؟ هل سمعت حكايات الذين قدر الله عليهم التورط فيه؟؟ هل سمعت نهاية الكثير منهم؟؟ أشك كثيرا في ذلك وإلا لما سمحت لنفسك بأن تكون أول محام عنها بهذا الشكل من غير منسوبيها .. سأعطيك مثالا واحدا فقط من أمثلة كثيرة: هل تعلم أن بعض البنوك تشترط إعادة تقييم القرض كل عامين لتتغير نسبة الفائدة حتى تصل في بعض الأحيان إلى 200% من قيمة العقار؟؟ هل سمعت بهذه المعلومة وحدها؟؟ وحين تعرفها هل سيستمر غضبك من وصف البنوك بأنها «دراكولا»، التي تمص دماء المقترضين؟؟ دعنا نستمر في تهريجنا الذي جزمت بأنه لن يقدم حلولا، وأنه مجرد تظاهر بالبطولة والدفاع عن المقترضين .. ولا ننسى أن نشكرك على تنويهك في نهاية مقالك بأن مشاركة البنوك في البرامج الاجتماعية ضعيفة.. يا عيني!!!. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة