أقرأ بين حين وآخر نقدا غير موضوعي عن تعامل البنوك والمصارف مع الذين يتقدمون إليها بطلب قروض تمويل شراء شقق سكنية خاصة بالمقترضين مقابل قيامهم بتسديد أقساط شهرية تستمر عدة سنوات تمثل سعر الشقة مضافا إليها الفوائد التي سوف يجنيها البنك الممول لعملية شراء شقة المقترض، ولو كان النقد موجها إلى عملية التمويل نفسها وأنها غير جائزة لما ينتج عنها من فوائد لصالح جهة التمويل، لكان وجه الاعتراض والنقد مفهوما وإن لم يكن مجمعا عليه فقهيا، ولكن النقد حسب ما قرأته مرارا موجه إلى النسبة التي يحصل عليها البنك الممول مقابل عملية تمويل شراء سكن خاص لمواطن أو مقيم، حتى وصف بعض الكتاب البنوك بأنها «دراكولا» تمص دماء الذين يلجأون إليها لتمويل شراء مساكن لهم، فلم يكن الاعتراض على مشروعية العملية نفسها ولكن على شروط الممول ونسبة الفوائد فقط لا غير، وقد وجدت أن معظم الذين كتبوا حول هذه المسألة، كانت كتاباتهم إنشائية ونقدهم أجوف، بل إن مقالات بعضهم توحي لمن يقرأها بأن كاتبها يريد من البنوك أن تتحول إلى جهة إقراض خيرية لا تأخذ فوائد على أمثال هذه العملية أو تأخذ فائدة رمزية، مع أن المعروف في جميع أنحاء العالم أن أي عملية تمويل لا بد أن يصاحبها الحصول على فوائد نسبية، وما تطبقه البنوك المحلية من أنظمة في مجال التمويل والإقراض يماثل ما هو معمول به عالميا، إلا إذا أثبت الكتاب الجهابذة أن البنوك العالمية تأخذ نسبا متدنية على عمليات التمويل والإقراض مقارنة بما تأخذه البنوك المحلية وأن شروط تلك البنوك أسهل من شروط بنوكنا وأن مهلة التسديد أطول وأن .. وأن .. ففي هذه الحالة لا بد من المساءلة والاستفسار بل والاحتجاج على مغالاة البنوك المحلية في فوائدها وشروطها وقصر مدة تسديد قروضها، ومطالبتها بأن تكون في ذلك كله أفضل بكثير من البنوك الغربية بنوك اليهود والنصارى!!، أما إن كان ما تقوم به البنوك المحلية هو أقصى ما تستطيع القيام به وأن شروطها وضوابطها هدفها الحفاظ على حقوقها لدى المقترضين لأن الأموال التي لديها ليست ملكا لها أصلا وإنما هي أموال عملاء مودعين، ففي هذه الحالة يكون جميع أو معظم ما يكتبه حول قيام البنوك بمص دماء المقترضين مجرد تهريج يقصد منه إثارة المشاعر ضد البنوك ومثل هذا التهريج لن يقدم أي حل عملي لمشاكل التمويل والإقراض حتى وإن ظهر كاتب التهريج بمظهر البطولة والدفاع عن حقوق المتعاملين مع البنوك التي اتفق مع الرأي الذي يعتبر مشاركاتها في البرامج الاجتماعية ضعيفة، ولكن هذا شأن والإقراض والتمويل هو شأن آخر!! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة