تشير الدراسات المناخية إلى أن معدل (الانبعاثات) المسببة للاحتباس الحراري في منطقة الشرق الأوسط جاء أسوأ من كل التوقعات التي كانت تسبق تلك الدراسات. ومنطقة الخليج بشكل خاص ، بسبب ضعف التشريعات البيئية والتوعية والممارسة الخاطئة، تأتي في مراكز متأخرة عالميا فيما يختص ب (صداقة البيئة). فالفرد الخليجي ينتج (40) طنا من غاز ثاني أكسيد الكربون، وهو المعدل الأعلى عالميا. والأهم، هو أن قطاع المباني وحده يستهلك (60 في المائة) من الطاقة المنتجة. (أمانة العاصمة المقدسة)، بدأت بشكل جدي في تطبيق مشروع (المباني الخضراء). وهو مشروع بدأ تطبيقه في البحرين والكويت وقبلهما في (دبي)، التي قطعت شوطا طويلا فيه. المشروع يعتمد على مواصفات ومقاييس يتم تطبيقها على المباني الجديدة، لترفع من كفاءة استخدام الطاقة والمياه وإدارة النفايات، وتوفر استهلاك الطاقة الكهربائية بشكل عام بما يصل إلى (40 في المائة) من الاستهلاك الحالي، خصوصا الطاقة المستخدمة للتبريد وتسخين المياه والإضاءة، إضافة إلى ترشيد استهلاك المياه وتحسين البيئة الداخلية والهواء في المباني. علما أن المواد المستخدمة للمباني الخضراء تساعد على زيادة العمر الافتراضي للمبنى. كما أنها تعتمد على استخدام الطاقة المتجددة كالشمس والرياح وحرارة الأرض. المطلوب هو أن تتبنى الجهات القيادية في الوزارات، وفي إمارة المنطقة بشكل خاص، هذا المشروع المستقبلي، عن طريق نشر الوعي الثقافي والقانوني والاقتصادي للتعريف بالمباني الخضراء من ناحية، وفرض تطبيقه من ناحية أخرى على كل المباني الحكومية في مدينة مكةالمكرمة ومنطقتها بشكل عام، بحيث تصبح المدارس والمستشفيات والإدارات الحكومية والجامعات، وهي أكثر المباني استهلاكا وتسببا في أضرار للبيئة، ذات مبان خضراء. رجاء نرفعه إلى أصحاب القرار أن يتم تبني مشروع (المباني الخضراء) على المستوى الحكومي، مع نشر الوعي لترغيب القطاع الأهلي أيضا على تبني هذا المشروع، علما أن المواد اللازمة لإنشاء المباني الخضراء متوافرة في السوق المحلية، ويفترض أن تكاليف بناء (مبنى أخضر) لا تزيد عن تكاليف أي مبنى آخر حسب ما هو قائم الآن في (دبي) ، مما يعني أن على البلدية والإمارة مسؤولية أخرى وهي مراقبة أسعار هذه المواد بحيث لا يستغل التجار التوجه الجديد برفع أسعار هذه المواد، فالبيئة مسؤولية الجميع ويجب أن يتشارك الجميع في حمايتها، فكل المؤتمرات والدراسات المناخية والاجتماعية تشير إلى أن العالم مقبل على كارثة حقيقية عام 2050م، إذا استمر الوضع على ما هو عليه الآن. فمن أجل أبنائنا وأحفادنا، علينا أن نبدأ الآن في تطبيق مواصفات ومقاييس لحماية بيئتهم. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 105 مسافة ثم الرسالة