في السينما العربية، يصعب أن تجد ممثلة، بطلة رئيسة للفيلم، لا بد من وجود الممثل البطل، وهي غالبا، في ظلاله، تناصره، أو تعاديه، تلاحقه، أو تهرب منه، تظل وفية له، إلى أن يخرج من السجن، أو تخونه، إلى أن يدخل السجن!، وفي كل الحالات، يكون الممثل، الرجل، هو محور الأحداث، والاستثناءات هنا قليلة، وهي استثناءات، بسبب الموهبة الخارقة، والقدرة التمثيلية، عالية الشأن، لبعض الفنانات، مثل (فاتن حمامة)، و(سعاد حسني)، ويحدث ذلك أيضا، إن كانت الممثلة هي المنتجة، مثل (ماجدة)، أو حين تتزوج منتجا، مثل (نادية الجندي)، وفي حالات، قليلة، نادرة، واستثنائية، حين تتطلب القصة ذلك، بشكل حاسم، كما حدث مع (سميرة أحمد)، في فيلم (الخرساء)، وهناك حالة أخيرة، تخص المخرج، المبدع (محمد خان)، فقد سبق له، أن جمع بين (نجلاء فتحي)، و(عايدة رياض) في فيلم (أحلام هند وكاميليا)، وهو الفيلم الذي لعب فيه (أحمد زكي)، وهو من هو، في النجومية، والموهبة، دورا أقل وبكثير، من البطلتين، ولم تكن تلك تجربة شاردة، ووحيدة، لمحمد خان، فقد فعل ذلك مرارا، وتكرارا: (نبيلة عبيد) في (الغرقانة)، و(منة شلبي) و(هند صبري) في (بنات وسط البلد)، وأخيرا (غادة عادل)، في أجمل أدوارها، وأفضل ظهور لها، في (في شقة مصر الجديدة)، وصحيح أن (عبلة كامل) خطفت أكثر من فيلم، في بطولة مطلقة، وكذلك فعلت كل من (ياسمين عبد العزيز )، و(مي عز الدين)، لكن تلك كانت أفلاما تافهة، من نوعية (أفلام العيد)، التي تهدف إلى اصطياد مناسبة قصيرة، لتخطف أكبر قدر ممكن، من الفلوس، وتجري، وهي للأسف سقطة، يصعب غفرانها، بالنسبة إلى (عبلة كامل) تحديدا، وإذا كانت الفرصة سانحة، أكثر، في السنوات الماضية، ولفنانات الأجيال القديمة، ولم يتم استغلالها، بشكل مناسب، فإنني لا أرى، أن الأبواب ستفتح بسهولة، لفنانات هذا الجيل، ليس لنقص في الموهبة، فحسب، رغم وجود مواهب ممتازة (هند صبري)، و(منى زكي) على سبيل المثال، ولكن لأن فنانات هذا الجيل، مجابهات بمجموعة من الأبطال، يتمتعون بوسامة كبيرة، وهن أقل موهبة مما يجب، وبصراحة أكبر، لأن جمال فنانات هذا الجيل، أصبح مصطنعا، واقتربن كثيرا من أن تشبه كل واحدة منهن الأخرى، بفضل (البوتكس)، وعمليات التجميل، فصرنا نرى الواحدة منهن جميلة فعلا، لكن وبمجرد، الخروج من السينما، أو تغيير المحطة، يصبح بقاؤها في الذاكرة صعبا، وهو في طريقه، إلى أن يصير مستحيلا، بينما كانت كل فنانة، من فنانات، الأجيال الماضية، تتمتع بجمال خاص، وبهاء متفرد، وطعم مختلف، قادر على البقاء، الشيطنة والذكاء وابتسامات الصباح، في (سعاد حسني)، لا تلغي دفء الغيوم، والرومانسية المذوبة بالحنين، في (ميرفت أمين)، وكلتاهما، مختلفة الحسن، عن الأنوثة المنضبطة، والجمال الحاسم، في (نادية لطفي)، التي لا تغنينا، عن براءة الأمومة، وظلال الشجر، في جمال (شادية)، ورعشة صوتها، التي تشبه ماء جريحا بحجر، أما الجمال المؤدب، الهادئ، العفيف، فقد كان تخصصا، للسيدة (فاتن حمامة)، ويظل وصف جمال (هند رستم)، مسألة لن تسمح بها الرقابة أبدا، وإن اختصرها أستاذنا (نبيه البرجي)، بالقول: (كانت تضعنا رجلا على رجل بفتح الراء وضم الجيم، حين كانت تضع رجلا على رجل بكسر الراء وتسكين الجيم!)، اليوم هناك فنانات كثيرات جميلات، لكن جميعهن، لهن نفس المواصفات، جميلات كثيرات، بجمال واحد، مما يؤكد أن (البوتكس) مادة عاجزة عن التخيل، وسقى الله أيام زمان!