يشكل الفريق الطبي في عيادة جمعية البر الخيرية في العاصمة المقدسة، وهم يعالجون فقراء الحرم، صورة مضيئة للعمل الخيري المتخصص والمؤسسي، خصوصا أن أطباء العيادة يكشفون على 135 حالة في اليوم الواحد. وحولت العيادة مقرها في حي ساحة إسلام إلى مخزون من القصص الإنسانية، مع اشتداد الأمراض على أصحابها، وخصوصا الأطفال منهم، والمثقلين بأعباء الحياة، لتفتح عيادة الجمعية أبوابها أمام أجساد ناحلة تتلوى على فراش المرض، محاولة التخفيف من هاجس البحث عن علاج. ويقول الدكتور محمد الحاج (طبيب في العيادة)، إن معدل الكشف الأسبوعي على مرضى الأسر الفقيرة يتجاوز 800 حالة، فيما عالجت العيادة أكثر من 19 ألف حالة العام الماضي. وحول نوعية الأمراض التي يعاني منها المرضى، أوضح الطبيب الحاج أنها تتركز حول نزلات البرد، الربو، النزلات المعوية، وأمراض الجهاز التنفسي، فضلا عن الأمراض المزمنة مثل السكر والضغط. وأشار الدكتور الحاج إلى أن العيادة تحول الحالات الحرجة إلى عدد من المراكز الطبية والمجمعات الصحية، مقابل خصومات تصل إلى 50 في المائة على الكشف والتحاليل. وفتحت العيادة المجال أمام فقراء الحرم للمطالبة بإنشاء عيادة لأمراض النساء والولادة، خصوصا في ظل ارتفاع تكاليف الولادة في المستشفيات الخاصة والتي تزيد على خمسة آلاف ريال. وتعتبر عيادة جمعية البر من أقدم العيادات الخيرية في مكةالمكرمة، وتضم عيادة عامة، وأخرى للعيون، وعيادة خاصة بالأسنان، ويعمل فيها أربعة أطباء وثلاث ممرضات.