افتتح خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز، الأحد 7 مارس 2010، أعمال السنة الثانية من الدورة الخامسة لمجلس الشورى، وذلك في مقر المجلس بالرياض. ووجّه خادم الحرمين الشريفين، بهذه المناسبة، كلمة قال فيه: "أيها الإخوة الكرام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: بعون الله وتوفيقه نفتتح أعمال السنة الثانية من الدورة الخامسة لمجلس الشورى, سائلين الحق جل جلاله أن يوفقنا جميعا لما فيه خدمة ديننا ثم وطننا وأهلنا شعب المملكة العربية السعودية. أيها الإخوة الكرام: إن الآمال والطموحات لا تحقق المنجزات إلا بالتوكل على الله جل جلاله ثم بعزائم أبناء هذا الوطن، وبذلك تتحول الأحلام إلى واقع مؤثر في مسيرة الشعوب. أقول ذلك مشيرا إلى أن ما تحقق من إنجازات لا يُلبي طموحاتنا جميعا, والتي نسعى إليها لتكون بلادنا في مصاف الدول المتقدمة. فدولة قامت على إعلاء كلمة التوحيد التي رفع لواءها الملك عبد العزيز طيب الله ثراه قادرة بإذن الله على تحقيق ما تسعى إليه بصبر لا ملل معه، وعمل عماده العزيمة المؤمنة التي لا مكان للوهن معها. إخواني الكرام: إن وحدة هذا الوطن وقوته تفرض علينا مسؤولية جماعية في الذود عنه، في زمن كثرت فيه أطماع الأعداء والحاقدين والعابثين، وهذا يستدعي منا جميعا يقظة لا غفلة معها، لذلك فدورنا يضاعف علينا المسؤولية المشتركة بين الجميع كل في موقعه، فالوطن للجميع، ومعيار كل منا على قدر عطائه وإخلاصه لوطن قامت أسسه على دعائم الدين والذود عن حياضه بالنفس والنفيس، ولا نخشى في ذلك لومة لائم، فهذا هو المحك لمعادن أبناء الوطن, وكلهم معدن نفيس بإذن الله وهو عهدنا بهم. أيها الإخوة الكرام: إنكم تعلمون جميعا بأن الكلمة أشبه بحد السيف، بل أشد وقعا منه، لذلك فإنني أهيب بالجميع أن يدركوا ذلك، فالكلمة إذا أصبحت أداة لتصفية الحسابات، والغمز واللمز، وإطلاق الاتهامات جزافا؛ كانت معول هدم لا يستفيد منه غير الشامتين بأمتنا، وهذا لا يعني مصادرة النقد الهادف البناء، لذلك أطلب من الجميع أن يتقوا الله في أقوالهم وأعمالهم، وأن يتصدوا لمسؤولياتهم بوعي وإدراك، وأن لا يكونوا عبئا على دينهم ووطنهم وأهلهم. أيها الإخوة الكرام: إننا جزء من أمتنا العربية والإسلامية بل والدولية، فدورنا من أمتنا العربية والإسلامية قائم على الدفاع عن حقوقها وبذل الغالي والنفيس لما فيه وحدتهم ورفعتهم، ولا ينكر منصف دورنا تجاه ذلك، وسنحرص دوما على تبني قضاياهم العادلة، ولا يكون ذلك إلا بوحدة الصف والهدف للخروج من ليل الفرقة إلى صبح الوفاق. أما على الصعيد الدولي, فموقفنا واضح وقائم على الصداقة، وتعزيز مفاهيم السلام بين الشعوب والأمم. أيها الإخوة الكرام: إن منجزات الوطن وشؤونه الداخلية والخارجية لا يمكن استعراضها في هذا الخطاب، لذلك فالكلمة الموزعة عليكم فيها المزيد من الإيضاح. وما توفيقنا إلا بالله العلي العظيم عليه توكلنا وإليه ننيب. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".