قال الرئيس العماد ميشال سليمان رئيس الجمهورية اللبنانية الشقيقة، إن رهان المملكة على التربية عموما وعلى التعليم العالي المتفوق على وجه الخصوص، رهان نابع من قناعة راسخة بأهمية العلم والعلماء في إحداث نقلة نوعية لمجتمعاتنا في ميدان التنمية والثقافة والعلم. وأضاف الرئيس اللبناني في كلمة ألقاها خلال زيارته بعد ظهر أمس، في ثول جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية «أراد الملك عبد الله بن عبد العزيز أن يرسي بهذه الجامعة قاعدة طالما رفت إليها أمانينا بأن يكون لنا بين الأمم المتقدمة موقعا متقدما بأمتنا وحضارتنا الممتدة منذ أقدم العصور»، معتبرا الجامعة مدعاة للفخر والإعجاب من شعوبنا كافة على امتداد وطننا العربي الكبير، مؤكدا «إن تخصص هذه الجامعة في ميدان العلوم والتكنولوجيا يدل على فهم عميق لمتطلبات العصر الذي نعيش فيه، وبالتحديات الكبرى التي تواجه مجتمعنا في مسائل العولمة والبيئة والطاقة ودلالة على إدراك شديد من قبل المملكة وقيادتها للولوج إلى عالم المعرفة وثورة المعلومات والاتصالات التي تتطلب جرأة في تحقيق مشاريع متطورة كهذا المشروع العلمي»، وأبان الرئيس سليمان خلال كلمته، أن المعرفة لم تعد حكرا على بلد دون آخر ولم تعد التقنيات حصرا على جهة واحدة في هذا العالم، بل لا بد من الانفتاح الفاعل والرشيد على العلم والمعرفة لتكون لنا إسهاماتنا في خير الإنسانية ورقيها ورخائها، مضيفا أن الجهود الجبارة التي بذلها خادم الحرمين الشريفين من أجل بناء هذه الجامعة والإمكانات التي وفرها من كادر علمي وتجهيزات من أرفع المستويات، تعد خير دليل على الإرادة القوية لدى المملكة ولدى خادم الحرمين الشريفين لتصبح هذه الجامعة في المدى المنظور حاضنة للباحثين العرب ومنارة يسترشد بها علماؤنا ومثلا يحتذى به للنمو التقدم والازدهار. وعبر الرئيس سليمان عن تطلع الجمهورية اللبنانية إلى توثيق عرى التعاون مع جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية، لا سيما في تبادل الطلاب والباحثين والخبرات فيما بين الجامعات اللبنانية وهذه الجامعة الزاهرة الفتية. وكان الرئيس اللبناني زار الجامعة والوفد المرافق له، وكان في استقباله في مقر الجامعة وزير البترول والثروة المعدنية المهندس علي النعيمي، المدير التنفيذي للجامعة المهندس نظمي نصر، رئيس الجامعة تشون فونغ شي، وعدد من أساتذة الجامعة وكبار الإداريين. وفي ختام الزيارة، قدم الرئيس اللبناني ميشال سليمان درعا تذكارية لرئيس الجامعة، ثم تجول والوفد المرافق له على قاعات الدراسة النظرية والمختبرات العلمية.