خاطب خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز الأمة من على منبر الشورى في العاصمة الرياض أمس، مستعرضا نهج المملكة والنظرة المستقبلية للبلاد، وفيما يلي نص الكلمة: بسم الله الرحمن الرحيم والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين. أيها الإخوة الكرام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته: بعون الله وتوفيقه نفتتح أعمال السنة الثانية من الدورة الخامسة لمجلس الشورى. سائلين الحق جل جلاله أن يوفقنا جميعا لما فيه خدمة ديننا ثم وطننا وأهلنا شعب المملكة العربية السعودية. أيها الإخوة الكرام: إن الآمال والطموحات لا تحقق المنجزات إلا بالتوكل على الله جل جلاله ثم بعزائم أبناء هذا الوطن، وبذلك تتحول الأحلام إلى واقع مؤثر في مسيرة الشعوب. أقول ذلك مشيرا إلى أن ما تحقق من إنجازات لا يلبي طموحاتنا جميعا والتي نسعى إليها لتكون بلادنا في مصاف الدول المتقدمة. فدولة قامت على إعلاء كلمة التوحيد التي رفع لواءها الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه قادرة بإذن الله على تحقيق ما تسعى إليه بصبر لا ملل معه، وعمل عماده العزيمة المؤمنة التي لا مكان للوهن معها. إخواني الكرام: إن وحدة هذا الوطن وقوته تفرض علينا مسؤولية جماعية في الذود عنه، في زمن كثرت فيه أطماع الأعداء والحاقدين والعابثين، وهذا يستدعي منا جميعا يقظة لا غفلة معها، لذلك فدورنا يضاعف علينا المسؤولية المشتركة بين الجميع كل في موقعه، فالوطن للجميع، ومعيار كل منا على قدر عطائه وإخلاصه لوطن قامت أسسه على دعائم الدين والذود عن حياضه بالنفس والنفيس، ولا نخشى في ذلك لومة لائم، فهذا هو المحك لمعادن أبناء الوطن وكلهم معدن نفيس بإذن الله وهو عهدنا بهم. أيها الإخوة الكرام: إنكم تعلمون جميعا بأن الكلمة أشبه بحد السيف، بل أشد وقعا منه، لذلك فإنني أهيب بالجميع أن يدركوا ذلك، فالكلمة إذا أصبحت أداة لتصفية الحسابات، والغمز واللمز، وإطلاق الاتهامات جزافا كانت معول هدم لا يستفيد منه غير الشامتين بأمتنا، وهذا لا يعني مصادرة النقد الهادف البناء، لذلك أطلب من الجميع أن يتقوا الله في أقوالهم وأعمالهم، وأن يتصدوا لمسؤولياتهم بوعي وإدراك، وأن لا يكونوا عبئا على دينهم ووطنهم وأهلهم. أيها الإخوة الكرام: إننا جزء من أمتنا العربية والإسلامية بل والدولية، فدورنا من أمتنا العربية والإسلامية قائم على الدفاع عن حقوقها وبذل الغالي والنفيس لما فيه وحدتهم ورفعتهم، ولا ينكر منصف دورنا تجاه ذلك، وسنحرص دوما على تبني قضاياهم العادلة، ولا يكون ذلك إلا بوحدة الصف والهدف للخروج من ليل الفرقة إلى صبح الوفاق. أما على الصعيد الدولي فموقفنا واضح وقائم على الصداقة، وتعزيز مفاهيم السلام بين الشعوب والأمم. أيها الإخوة الكرام: إن منجزات الوطن وشؤونه الداخلية والخارجية لا يمكن استعراضها في هذا الخطاب، لذلك فالكلمة الموزعة عليكم فيها المزيد من الإيضاح. وما توفيقنا إلا بالله العلي العظيم عليه توكلنا وإليه ننيب. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. لقطات من الشورى • وصل خادم الحرمين الشريفين إلى مجلس الشورى في الثانية و25 دقيقة، وكان في معيته ولي العهد والنائب الثاني وأمير منطقة الرياض ورئيس مجلس الشورى. • تشرف أعضاء المجلس بالسلام على خادم الحرمين وولي العهد في نهاية الحفل الذي استمر 25 دقيقة. • أصداء كبيرة لكلمة المليك، وما تناوله من مضامين واضحة على المستويين الداخلي والخارجي. • حظي الحفل بحضور أصحاب السمو أمراء المناطق والوزراء والعلماء والقادة العسكريين وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد في المملكة. • وجه المجلس نحو 600 دعوة رسمية لكبار المسؤولين في قطاعات الدولة والسفراء المعتمدين. • منح مجلس الشورى إجازة يوم أمس الأحد لنحو 500 موظف من غير المرتبطين في إعداد حفل الافتتاح لضمان انسيابية الحركة المروية. • أقيم الحفل في القبة الملكية والتي تتسع لأكثر من 600 مقعد وتخصص عادة لمثل هذه المناسبات. • نال الحفل اهتماما إعلاميا كبيرا بين وكالات الأنباء والقنوات الفضائية وتسابقت عدة قنوات لنقل الحفل ورصد تصريحات المسؤولين. • الدكتور عبدالرحمن العاصمي تبادل أطراف الحديث مع زملائه السابقين من مجلس الشورى والذي كان أحد أعضائه في الدورة الحالية قبل صدور الأمر الملكي بتعيينه مديرا لجامعة الخرج في 30 من شهر ذي الحجة الماضي. • جهود كبيرة قام بها المنظمون في إدارة العلاقات العامة والمراسم في المجلس برئاسة الدكتور عبدالرحمن الصغير.