عالم الإعلانات الإذاعية والتلفزيونية، عالم مثير صاخب، عالم اقتحم عيوننا وعقولنا، كما أنه سيطر على الكثير من رغباتنا واختياراتنا. إنه شبح كاسر فاتح فمه يطاردنا بإلحاحه وتكراره، مع أنه بسيط الوطأة وثقيل في نفس الوقت، ولكنه الرابح في النهاية. وكما أنه امتد الأمر إلى الأطفال، ووضعت دول شروط تتعلق باستخدام الإعلان على المنتج، تتعلق بصورة مباشرة بسلامتها صحيا قبل ترويجها إعلانيا في محيط الصغار، الذين يصعب التحكم في تماسكهم بالسلعة المعلن عنها، والتي يتم تقديمها بأقصى ما يمكن من عوامل الإبهار والترغيب، وبصحبتها المسابقات والهدايا، ويصبح معها الطفل صيدا ثمينا ليس فقط فيما يتعلق بسلعته، ولكن بسلع الكبار، خاصة المواد الغذائية التي يشارك الطفل غالبا أمه أو أبوه في اختيارها ويطلب شراءها دون غيرها. ولقد كثرت الإعلانات الورقية في الآونة الأخيرة، مع العلم أن الإعلانات التلفزيونية يفوق تأثيرها وانتشارها كل ما يمكن أن تحققه الإعلانات عن طريق الوسائل الأخرى، على كل واحد منا استرجاع يومه وسوف يكتشف بسهولة أن مئات الإعلانات تطارده كل دقيقة، بل كل ثانية. وإذا أدرجنا السنين في حساباتنا، سيصل العدد إلى الألوف أو الآلاف. وعلى مر الأيام تصبح حرية اختيار السلعة بالنسبة للمستهلك _ مشاهدة التلفزيون أو مستمع الراديو، أمرا في خبر كان، وهذا ليس بعيدا علينا فكل الأجهزة المرئية والمسموعة تساهم في إحداث عملية غسيل المخ يوميا، بل هناك الكثير ممن يستلقي على ظهره في انسجام تام ويشاهد الإعلانات العربية والأجنبية المستعربة والبضائع من الشمال والجنوب والمشاهد أو المستمع يغط في استرخاء، ويسعد في قرب وصولها إليه، وهو في أتم السعادة، مع العلم أن وراء كل إعلان تلفزيوني عربي امرأة جميلة تجيد فن التقديم وجذب المشاهد، أو صوت مذيع أو مذيعة ناجحة حتى تتحقق مصداقية الإعلان، وليس هناك ما يثبت ضر الأطفال، أو خطر المبيدات الحشرية. التلفزيون أو الإذاعة ليس مسؤولان، بل إن الإعلان مجرد وسيط بين الطرفين البائع والمشتري، ويخرج منها كالشعرة من العجينة، أحيانا يكون بيني وبين الجنون شعرة واحدة حينما أسمع صوت تلك المرأة، وهي تعلن عن شريك حياتها بأن يكون لبسه من الماركة الفلانية، فهو فارس أحلامها مع علمي الأكيد، أن المرأة ترفض ذلك الفارس وهي تستنكر الإعلان كاملا، وهذا كله سببه الشركات، فهي ترغب في الحصول على عائد مرتفع للإعلانات. إن ظاهرة الإعلانات، يجب أن تأخذ بعين الاعتبار، أنه بين الرغبة في الحصول على العائد المرتفع للإعلانات وبين واجب القيام بمهمة الأخبار والتثقيف والتوعية، علينا أن ننتبه له وأن نرفض أن يكون التلفزيون «سوبر ماركت» يعرض كل شيء. نرفض أن يكون أطفالنا عرضة لهجوم الإعلانات، كما نرفض أن تكون المرأة مجرد وسيلة كاذبة لصيد الزبائن الوهم الجميل، باختصار نحن نطلب من يدرجنا والمشاهدين في حساباته. «نبض المشاعر» سافرت وأقمت في أحد المنتجعات الكبيرة. صممت أنسى وأجمد كل الأحاسيس. وحيدة في صمتي. شممت عطر البحر. توقف المساء حابسا أنفاسه. للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى الرقم 88548 الاتصالات أو الرقم 636250 موبايلي أو الرقم 737701 زين تبدأ بالرمز 266 مسافة ثم الرسالة