تعتزم الجمعية العربية لإدارة الموارد البشرية (بشرية) إنشاء هيئة إقليمية للموارد البشرية، تتمتع باعتراف دولي؛ بهدف نقل الخبرات العالمية وتجنيدها لتحقيق القيمة المضافة لهذه الثروة. وأوضح رئيس الجمعية فوزي بوبشيت خلال لقاء الثلاثاء الشهري في الغرفة التجارية الصناعية للمنطقة الشرقية البارحة الأولى، أن الإنجازات التي حققها البشر، وظهرت على شكل مشاريع مثل الأهرام ما كان لها أن تتم لولا إدارة الموارد البشرية التي تقف وراء هذه الإنجازات، فهناك مثل صيني معبر في هذا المجال يقول: «إذا أردت الرفاهية لمدة عام فاستثمر في الأجبان، وإذا أردتها لمدة 100 عام فاستثمر في الأشجار، وإذا أردتها طول الأبد فاستمثر في الإنسان»، مضيفا أن الجمعية تأسست في مطلع التسعينيات، وكان كل أعضائها من موظفي شركة أرامكو، حتى استقلت وصار لها كيانها الخاص، وباتت مرتبطة مباشرة بالجمعية الأمريكية للموارد البشرية، فهي عضو في تلك الجمعية، ويتم تشكيل مجلس الإدارة والأمانة العامة وأمين الخزينة كل ثلاث سنوات، فالجمعية التي بدأت بعدد محدود من الأعضاء تضم حاليا 1500 عضو، وهي بصدد إصدار عضوية للشركات، بحيث يكون جميع منسوبي تلك الشركات أعضاء في الجمعية، ومتواصلين معها ومع برامجها، مؤكدا توجه الجمعية لتعميق علاقاتها مع كل المؤسسات والشركات مثل شركة أرامكو، وشركة سابك، والغرفة التجارية الصناعية للمنطقة الشرقية، بالإضافة للبرامج واللقاءات الشهرية لمساعدة الشركات في الحصول على القيادات البشرية. وشدد على أن الجمعية تسعى لتكون رائدة في إدارة رأس المال البشري في العالم العربي، الأمر الذي يفسر انفتاحها على الجميع، كما أنها تسعى أن تكون الصوت الرائد للموارد البشرية، ليس في المملكة، وإنما في العالم العربي، مضيفا أن رسالة الجمعية تتمحور في العمل والسعي لإنتاج رأس المال البشري، وإنجاح دوره في النجاح، وتطوير قدرات رأس المال البشري لدى المؤسسات (في الخليج العربي ومن ثم العالم العربي). وأوضح أن الجمعية تعمل جادة من أجل تحقيق الريادة في تطوير مهن الموارد البشرية، وتوسيع نطاق عملها ليشمل العالم العربي، ومساعدة الشركات العربية للحصول على العناصر والقيادات القادرة على إدارة الموارد البشرية، وبالتالي نسعى جادين لتأسيس هيئة إقليمية للموارد البشرية، وبناء قاعدة معرفية للموارد البشرية يستفيد منها الجميع، بحيث تكون هذه الهيئة معترفا بها دوليا، ولهذا تجدنا ساعين للتقاطع مع عدد من المؤسسات العالمية المتخصصة في هذه المجال، والوصول إلى بيوت الخبرة العالمية، لذا فتحنا فروعا للجمعية في دولة الإمارات العربية المتحدة«أبوظبي» وسلطنة عمان، والكويت، بالإضافة إلى المركز الرئيس في الظهران، وذلك من خلال الشركات الكبيرة في هذه الأقطار، كما أن لدى الجمعية مفاوضات مع معهد الموارد البشرية الأسترالي لتنظيم برنامج تدريبي في المنطقة، فضلا عن استمرار عملية الاستقطاب الدائمة للكفاءات والمختصين من شتى أقطار العالم للمشاركة في فعاليات الجمعية، بالإضافة إلى تحالفات الجمعية مع الاتحاد العالمي لإدارة الموارد البشرية، فالمملكة هي الدولة العربية الوحيدة الممثلة في هذا الاتحاد من خلال الجمعية. وأشار بوبشيت إلى أنه وعلى ضوء استبيان أجرته الجمعية على عدد كبير من المؤسسات، وعلى ضوء قراءتها لحاجتها من الموارد البشرية، صاغت عددا من الأنشطة التي تقوم بها على مدار العام، منها تكثيف البرامج التطويرية، وإيجاد شبكات تواصل بين كافة الأطراف للوصول إلى الموارد البشرية اللازمة، وذلك من خلال عقد المؤتمرات الدولية التي تخدم المنطقة، والندوات الشهرية، والانتساب إلى المؤسسات العالمية، وتكثيف البرامج المخصصة للرجال والنساء، والعمل على تخريج دفعات من الطلبة، فالجمعية خرجت العام الماضي 25 شخصا يحملون درجة الماجستير في إدارة الموارد البشرية، وسوف تخرج 25 آخرين في العام الجاري، فضلا عن عدد آخر يحملون درجات الاعتماد في الموارد البشرية. وعن المؤتمر العالمي السنوي الذي تنظمه الجمعية نهاية الشهر الجاري في مملكة البحرين، قال إن استعدادات كبيرة قائمة لعقد المؤتمر، الذي يتحدث من خلاله 60 مختصا من مختلف أنحاء العالم، مشيرا إلى أن المؤتمر قد أعد بطريقة علمية، إذ شارك أكثر من 50 خبيرا في تصميم المؤتمر، وراجع 30 مدققا علميا أوراق العمل التي سوف تقدم خلال المؤتمر، وتقرر أن يتم توثيق مخرجات المؤتمر وعرضها على المسؤولين في الموارد البشرية في منطقة الخليج والعالم العربي. وخلال فترة النقاش مع رجال الأعمال انتقد بوبشيت بعض المنشآت التي لا تولي أهمية للموارد البشرية، التي هي مصدر الموارد المالية، مؤكدا على أهمية إيجاد معهد متخصص للموارد البشرية في المنطقة الشرقية، ثم تعمم فكرته على المناطق الأخرى، مؤكدا أن الجمعية ليست معنية فقط بالمديرين دون الموظفين، فكل الأنشطة موجهة للجميع، إذ تسعى للارتقاء بالأداء في جميع المواقع الوظيفية، والمشكلة في الوقت الحاضر هي عدم وجود قاعدة معلومات، ونأمل من خلال التعاون مع غرفة الشرقية أن نصل إلى إيجاد هذه القاعدة. ودعا رجال الأعمال لدعم الجمعية من أجل توحيد الجهود لخدمة الموارد البشرية وزرع ثقافة العمل بما يحقق الارتقاء بالفئات الاجتماعية.