بعد عشرين سنة من الأمل والانتظار وتلقي الوعود وصل الماء إلى حارتنا مخطط الخالدية في مكةالمكرمة، وأخذ الأهالي يتبادلون التهاني بالهاتف ويعانق بعضهم عند أبواب المساجد الموجودة في المخطط خاصة بعد أن توقفت أو خفت حركة ناقلات الماء التي كانت من قبل تقف تحت العمارات على مدار ساعات الليل والنهار ولها هدير يوقظ النائم العليل، وفيما كان سكان المخطط في خضم أفراحهم الزاهية بوصول المياه إلى منازلهم، فوجئوا بأنهار وجداول من الماء تجري في شوارع المخطط الفرعية والرئيسية، ولما تتبعوا مصادر المياه المنسابة بغزارة وجدوها صادرة عن خطوط المياه الواصلة للمنازل بعد أن قام عدد من الأشقياء بسرقة عشرات العدادات التي كانت مركبة على جدران تلك المنازل، فتدفق الماء إلى الشوارع بكميات كبيرة قبل أن يأتي فنيو الشركة المشغلة للشبكة لقفل المحابس الأرضية حفاظا على هذه الثروة من أن تهدر أكثر، ريثما يتم إصلاح ما أفسده السراق وتركيب عدادات جديدة بدل المخلوعة المسروقة ثم استئناف ضخ المياه إلى المنازل المتضررة مما حصل! وكنت خارجا من المسجد بعد صلاة الفجر فلاحظت كميات كبيرة تنساب بغزارة وقوة في الشارع الفرعي المجاور لذلك المسجد فظننت «وبعض النطق إثم» أن بعض أصحاب العمائر تركوا مياه الشبكة تصب في خزاناتهم حتى امتلأت ثم فاضت إلى الشارع، واعتبرت ذلك إهدارا لثروة غالية وعدم شكر على نعمة توفير المياه لمنازل المخطط، ولكنني اكتشفت من خلال اتصالات هاتفية تلقيتها من بعض الجيران والأصدقاء أن معظم المياه المنسابة لم تكن بسبب إهمال السكان، ولكن نتيجة الغزو الليلي الذي قام به سارقو عدادات المياه التي قيل إن في داخلها كميات من النحاس الذي يبيعه اللصوص بعد تحطيم العداد على من يرغب فيه من الشارين، وأن ذلك العدوان نفسه يرتكب ضد كيابل الأعمدة الكهربائية التي تكون تحت الإنشاء وكذلك كيابل المنازل الحديثة لوجود نحاس أصفر في الكيابل، ومادام أن هؤلاء السراق لم يجدوا حتى الآن من يردعهم فتظل نشاطاتهم قائمة وتهديدهم للأمن الاجتماعي قائما، وعلامات الاستفهام حولهم متواصلة حتى إشعار آخر قد يكون وقد لا يكون؟!. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة