عادت زنوبيا ملكة الشرق وسيدة الملكات إلى موطنها الأصلي «مملكة تدمر» في سورية بعد غياب دام أكثر من 1700 عام، وذلك عبر مجسم بالحجم الطبيعي للملكة الفارسة معتمرة خوذتها الحربية متكئة على الرمح بيدها اليمنى، فيما أسندت الدرع باليد الأخرى على ركبة ساقها اليسرى محاطة بثلة من جنودها الشجعان في استعداد إلى أية مباغتة. المجسم المكون من خلائط الإسمنت ومسحوق الرخام نفذه الفنانان التشكيليان السوريان محمد حمدان، ونواف رستم الذي قال: «إن فكرة تجسيد زنوبيا في تمثال كامل وبهيئة الفارسة كانت هي الفكرة الراجحة، وإن فلسفة الرؤية الفنية ليس فيما يوحي التمثال لناظريه، إلا أن الفكرة انتصرت؛ لأن تاريخ وتراث تدمر الأثري مؤطر بالفنون عامة وناقل وعابر لكل أدبياته بمستواه النحتي تاريخيا». وأشار الفنان حمدان إلى الاهتمام بكل التفاصيل التي تظهر الملكة زنوبيا بكامل قوتها، «فكان لا بد من إعادتها من روما إلى تدمر كأي قائد عسكري رفض الاستسلام لأعدائه، ولذلك فهي تظهر مسربلة بملابسها القتالية تتمنطق بالسيف مرتدية الخوذة ومزودة بالرمح والدرع».