ذهب باحث إيراني في جامعة أوكسفورد البريطانية إلى أن الغرب يفتقر إلى سياسة فاعلة لمساعدة المعارضة الإيرانية التي برزت عقب الانتخابات الرئاسية العام الماضي والمعروفة بالخضراء بقيادة مير حسين موسوي، لكي تصل إلى السلطة، ما يمهد الطريق لحل الملف النووي الإيراني وغيره من محاور الخلاف بين طهران والغرب مثل العراق وأفغانستان. وأوضح رضا ضياء رحماني أنه من حسن الحظ أنه لم يبحث مبدأ النظر في تقديم المساعدة المالية، العسكرية أو اللوجستية إلى المعارضة الإيرانية، ولم يبق هناك مجال لمساعدتها بشكل فعال ومن دون التورط على نحو مباشر في المأزق الإيراني سوى عن طريق قصف إيران ليس بالقنابل بل عبر الإنترنت الفائق السرعة. ويشير إلى أن استخدام المعارضة لوسائل الاتصال الحديث وشبكة الإنترنت خلال الأحداث العاصفة التي شهدتها أيران أخيرا، كان السبيل الوحيد الذي وقف من خلاله العالم على العنف الذي مارسته الحكومة ضدها في ظل القيود المحكمة على الإعلام الذي يعتبر الآن أحد أعمدة النظام. ورغم حجب الحكومة للعديد من المواقع على شبكة الإنترنت، والتشويش على إذاعة «صوت أمريكا» وإذاعة «بي بي سي» الناطقتين بالفارسية، وفلترة مواقع شبكات التواصل مثل «فيس بوك» و «يو تيوب»، وخفض سرعة الإنترنت ليصبح من المستحيل تحميل الصور أو لقطات مصورة أو مشاهدتها، إلا أن هناك إمكانية لتجاوز هذه القيود. والحل هو اللجوء إلى خدمة الإنترنت عبر الأقمار الاصطناعية وهو ما بات متوفرا حاليا، إذ يقدم قمر اصطناعي ياباني أسرع خدمة إنترنت في العالم لعدد من المناطق الجبلية في اليابان والنائية في شرقي آسيا منذ عام 2008 ويجري ذلك عبر لاقط لا يتجاوز قطره نصف متر. ويؤكد الباحث أن توفير خدمة الإنترنت الفضائي للإيرانيين سوف يمكنهم من التصدي بشكل أكثر فاعلية لسيطرة الحكومة على الإعلام والمعلومات وبالتالي تقويض شرعيتها. ويختتم بالقول: «إن توفير هذه الخدمة يعتبر مساعدة لا تقدر بثمن للمعارضة الإيرانية، وستقويها دون التورط العسكري والدخول في مواجهة عسكرية مباشرة مع الحكومة الإيرانية، ويمثل حلا للمعضلة التي تواجهها واشنطن بسبب التزامها بمبدأ عدم التدخل».