توفرت وسيلة خدمة المواطن من خلال الربط الإلكتروني للمصالح الحكومية، وهذه نقلة حضارية دخلت مجتمعنا تحسب لحكومتنا الرشيدة، ولكن هذه التقنية يتعامل معها إنسان فالموظف هو من يسخر هذه الخدمة للمواطنين من خلال رده على استفسارات المراجعين سواء من خلال الهاتف أو النت، ولكن لازال الضعف يسيطر على معظم موظفي الأجهزة الحكومية أما بسبب الرد الآلي الذي يرد عليك بما لا فائدة فيه مثل انتظر الموظف على الهاتف وهذه الجملة تتكرر من الصباح حتى نهاية الدوام يجد المواطن نفسه محبطا وأمام خيارين أحلاهما مر الأول تكبد المسافة الطويلة وقد لا يخدمك الحظ بوجود المسؤول ومن هنا عليك الانتظار لأيام وصرف جميع ما هو في الجيب أو أن تصبر حتى يأتيك الفرج. الدولة وضعت قوانين ونظما لانضباط العمل تتعامل من خلالها، وأوجدت ساعات معلومة من الصباح إلى ما بعد الظهر، ولكن أجزم أن هذه الساعات لو جملتها في ساعات الحضور والانصراف لوجدنا أنها لا تتجاوز ساعتين من الزمن في بعض المصالح الحكومية والضحية المراجع وهذا هو الفساد الإداري عندما تعاتب الموظف عن أوج القصور أو الغياب أو الخروج من العمل، فأنك قد أسأت إلى نفسك فلن تجد من ينهي لك عملك وعلى أتفه الأسباب قد تجد نفسك في مواعيد طائلة ومملة فأين الضمير وأين الأمانة؟ ضع نفسك أيها الموظف يوما من الأيام مكان هذا المراجع بدون ما تبحث عن واسطة تنهي عملك ستجد الإجابة الشافية الكافية سياسة الباب المفتوح ينادي بها ولي الأمر ووضعت لخدمة المواطن، ولكن يأتي هنا دور البطانة فأما أن تكون بطانة صالحة تعين المسؤول على أداء أمانته وأما أن تكون عكس ذلك وتسخر لفئات وتحجب عن فئات فهذه الطامة الكبرى التي تحاربها حكومتنا الرشيدة ظاهرة الفساد ظاهرة عالمية أشغلت كل المجتمعات في العالم ونحن إن شأء الله أقل العالم انتشارا لهذه الظاهرة الخطرة التي أضاعت كثيرا من الحقوق وأهدرت الكثير من الأموال. مشاريعنا تئن تحت وطأت التأخير في التنفيذ والأخرى تنفذ على ورق ولا وجود لها في الطبيعة مثلما شاهدنا وسمعنا في كارثة سيول جدة التي كشفت المستور في مواقع أخرى، ولابد أن تطال يد العدالة كل مفسد أذا ظهر تلاعبه بأموال ومدخرات ومكتسبات الدولة. محمد أحمد الناشري القنفذة