بيدور ديلتوري (24 عاما) ويحيى الخوشي (25 عاما) الأول من عاصمة المكسيكمكسيكو سيتي، والثاني من عروس المصايف السعودية الطائف، اجتمعا لدراسة علوم الهندسة في جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست). يتنقل يحيى على قدميه بين أروقة الجامعة بينما يفضل بيدرو استخدام دراجة هوائية ليصل أسرع. أمس كان يوما مختلفا للشابين الباحثين و398 طالبة وطالبا في الجامعة التي شهدت أول يوم مهنة في تاريخها. تسابقت الشركات للفوز بالعقول الجديدة الموهوبة في الجامعة في الحدث الذي حمل عنوان «يوم المهنة لبرنامج التعاون الصناعي للعام 2010»، تصطف داخل الحدث 12 شركة ترتبط بشراكة تعاون اقتصادي مع «بيت الحكمة» وهي نواة واحد من الأهدف الرئيسة لإطلاق الجامعة. يدخل بيدور ويحيى في نقاشات مستفيضة مع موفدي الشركات التي تطرح مميزات للطلاب تمكنهم من دخول برامج تطوير وابتعاث ورواتب مغرية في ظل توسع الشركات وارتباطها بعقود طويلة الأجل. يطلق بيدرو ابتسامة عريضة عندما يتخيل أنه قد يستبدل دراجته الهوائية بطائرة خاصة تنقله من موقع إلى آخر لمتابعة سير العمل في المشاريع الضخمة التي تشيدها الشركات الحاضرة في الحدث. يتحدث مدير التطوير والدعم في إدارة خدمات الخريجين فيضي قدسي عن الحدث قائلا: «تنظم هذا التجمع إدارتا خدمات الطلاب والتنمية الاقتصادية، لدعم رعاية الطلاب وإكسابهم خبرة أكثر عن سوق العمل، مع شركات ذات مستوى عال ومهم». يحتشد الطلاب عند منصة شركة أرامكو التي كانت نجمة المكان وأنهال الطلاب بثقافاتهم المختلفة للسؤال عن الشركة والفرصة الوظيفية والبحثية، بينما شعرت شركات أخرى أنها أتت دون أجندة واضحة للتعامل مع الطلاب الأذكياء وأسئلتهم الصعبة. لم تكن عبارات مثل «راتب مغر، تأمين طبي، قرض زواج، بدل سكن، صندوق رعاية»، مغرية للطلاب المشغولة عقولهم بالأبحاث وبيئات العمل المحفزة والمتطورة وتقديم قيمة مضافة للمجتمع. وهنا يعود يحيى الخوشي المهتم بالطاقة البديلة: «تجذبني الشركات المهتمة بالطاقة البديلة، خصوصا في الوقت الذي تسعى المملكة إلى استثمار الطاقة الشمسية وتصديرها». أما الطالب اللبناني طارق عطا الله الباحث في مجال الهندسة الميكانيكية فيرى، أن سمعة الشركة والرؤية التطويرية والخدمة التي ستقدمها للمجتمع ستكون هي المغرية بالنسبة له. يتوزع الطلاب والطالبات في زوايا المعرض المكتظ بالفرص الوظيفية والمشورات المتخصصة لاكتشاف بيئات العمل ومعرفة ماذا يخبئ لهم المستقبل، إلا أن حجم حضور الشركات واندفاعها لاستقطاب الطلاب الذي لم يكملوا ستة أشهر أكد مدى قوة «كاوست» والتأهيل الذي يحظى به طلابها. بين الطالبات المخترعة ريم خوجة التي شاركت في برامج مؤسسة الملك عبد العزيز ورجاله للموهبة والإبداع (موهبة) والحائزة على ميدالية ذهبية في معرض جنيف للمخترعين عام 2008، وجملة من الجوائز. اصطادت «كاوست» ريم لتتبنى موهبتها وتكون باحثة في مجال الهندسة الحيوية، «أشعر بفرحة كبيرة أن وطني يهتم بي، وبالفعل أسعى إلى تقديم ابتكارات طبية تسهم في تقديم نتائج فحوصات بقيمة رمزية ليتمكن كل الناس من الحصول على تشخيص واضح ودقيق لأمراضهم بمبلغ زهيد». تشغل ريم وقتها بالبحث العلمي، وأطلقت شركة تملكها متخصصة في تقديم جداول تنظيم الوقت (أجندة)؛ ليكون طلاب الجامعات والموظفون أكثر تنظيما في حياتهم، إذ تؤمن أن الابتكار يجب أن يوجه لجعل حياتنا أجمل والناس أكثر سعادة. يقضي مصطفى النابلسي وزميله مهند الراعي الباحثان في علوم الكمبيوتر معظم وقتهم في منصة شركة IBM، إذ يرون أن العمل في هذه الشركة مهم ويكسب المتخصصة سمعة مهنية جيدة، ويؤكدان أن العمل في شركة عالمية يمكنهم من الحصول على خبرات متنوعة من فروع الشركة في العالم. من جانبها، بينت جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية في بيان صحافي وزعته أمس أن الحدث تحت مظلة برنامج التواصل مع المجتمع، وتحرص «كاوست» على الالتزام به في أداء رسالتها العلمية والعملية. وذكرت بيت الحكمة في بيانها: «تحرص الجامعة على فتح قنوات للتواصل بين الطلاب والمؤسسات والشركات العاملة في القطاع الصناعي؛ وذلك من أجل المنفعة المتبادلة وتعريف الطلاب على البيئة العملية التي يتوقع أن تحتضنهم بعد التخرج». يذكر أن التجمع شهد حضور شركة أعمال المياه والطاقة الدولية، شركة أكسيوم، مجموعة عبد اللطيف جميل، شركة داو، جنرال إلكتريك، آي بي إم، جيه، جي سي الخليج الدولي المحدودة، سابك، أرامكو السعودية، شلمبرجير، شركة سيمنس المحدودة، وشركة زينل.