تنعقد الاجتماعات الدورية لمجلس التنسيق السعودي اليمني تحت مظلة الود والإخاء والوفاء وينظر الجميع بعين الرضا والمحبة لاجتماعات الخير، انطلاقا من إدراك الشعبين الشقيقين بأن طموحات وآمال المستقبل المشرق بإذن الله مبني على أساس القرارات والتوصيات والتوجيهات الصادرة من تلك الاجتماعات لما من شأنه الصالح العام للبلدين الشقيقين. إن تفعيل نشاط مجلس التنسيق الذي تم إنشاؤه عام 1975م طبيعي جدا في ظل تنامي وتطور العلاقات الأخوية الصادقة لما للعلاقات السعودية اليمنية من خصوصية معينة، لذا فإن الشعبين في كلا البلدين يقدران تقديرا عاليا تلك الجهود المبذولة من قبل المجلس الذي في ظله وعبره تم تقديم المساعدات السعودية لليمن في عدة مجالات كالتعليم والطرقات والزراعة والكهرباء ودعم مشروعات التنمية الاقتصادية. أود أن أشير إلى الدور الحيوي المهم الذي اطلع به مكتب المشروعات السعودي في اليمن، والذي تم إنشاؤه عام 1972م وبواسطة ذلك المكتب تم تنفيذ مشروعات حيوية وقام بالدعم لبرامج التنمية في المجالات التنموية المختلفة. كلما تمت الإشارة إليه من الدعم اللامحدود في المجالات المتعلقة، يؤكد بما لا يدع مجالا للشك عمق العلاقات السعودية اليمنية باعتبار أن تلك القرارات الصادرة عن اجتماعات المجلس والدورات السابقة في عام 1972م وحتى عام 1989م كانت أساسا لتعزيز التنسيق الفعال والتعاون المشترك بين البلدين. والجدير بالذكر، فإن المعاهدة الدولية النهائية الدائمة بين البلدين الذي تم التوقيع عليها في مدينة جدة في العاشر من ربيع الأول 1421ه الموافق الثاني عشر من يونيو 2000م قد هيأت المناخ المناسب والظروف الملائمة لمستقبل نشاط ودور المجلس أكثر مما سبق. إن حجم ميزان التبادل التجاري بين البلدين الشقيقين في تنام مستمر ويتضح ذلك من خلال حجم الصادرات والواردات بين البلدين، وكل ذلك يبعث على التفاؤل بمستقبل مشرق وتعاون مثمر في شتى المجالات، لذا فإن الآمال معقودة على اجتماعات الخير والمحبة وتفعيل دور المجلس كعادته سابقا لتطبيق مفهوم الشراكة على الواقع العملي لتأكيد متانة العلاقات بين البلدين باعتبارها نموذجا حضاريا للعلاقات العربية العربية. محمد سويلم