مما يجذب الإنسان لشخص ما صفات ومزايا عديدة غير الشكل والأسلوب وما يسمى بالكريزما الخاصة لكل شخص فينا. ومن المتعارف في أوساط الناس مقولة يتم تردديها عمن يكون محاطا بمحبة الآخرين إن الله إذا أحب عبدا حبب الناس فيه، فلابد أن يحرص على العناية بداخله وجوهره كحرصه على مظهره الخارجي. الصفات المتعلقة بالسلوك العام وطريقة وأسلوب التعاطي مع الناس أولى بالاهتمام من المظهر والهندام، فكثير من الناس من ذوي الأناقة و«الشياكة» ممن تبهرنا مناظرهم وصورهم يفاجئوننا حال معاشرتهم عن قرب بمعدنهم الحقيقي بعيدا عن الطلاء الخارجي الذي لا يكلف الباحث عنه سوى بضع ريالات لتصنع منه مانكان يليق بأفخم فاترينة في دور الأزياء، فيما هو فارغ من الداخل، يفتقر للإنسانية في أبسط صورها ومعانيها، لايسلم الناس من شره ودسائسه، فضلا عن أن ينتظروا الخير منه. وهنا لا أعني أن كل من اهتم بمظهره الخارجي ذو خلق سيئ، ولكن ما أجمل أن يواكب المظهر الجوهر، ويلتقي الحرص على الأناقة مع الحرص على الأخلاق والمثل والقيم الإنسانية النبيلة. فايزة الصبحي جدة