حين جاءت الشريعة الإسلامية آمرة بإفراد الله عز وجل وتوحيده بالعبادة ليس قسرا وإنما كان ذلك بالحب فقد قال تعالى (لا إكرَاه فِي الدينِ) وانطلاقا من حقيقة أن التعبير عن الحب للآخرين يقوي أواصر العلاقة ويعمل على تمتينها، نجد مواقف كثيرة للرسول صلى الله عليه وسلم، عمد فيها صلوات ربي وسلامه عليه إلى التصريح بحبه لمن أحب. ففيما روي عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال لمعاذ بن جبل (والله يا معاذ إني لأحبك). وعن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم مر ببعض المدينة فإذا هو بجوار يضربن بدفهن ويتغنين ويقلن نحن جوار من بني النجار يا حبذا محمد من جار فقال النبي صلى الله عليه وسلم يعلم الله إني لأحبكن. وقراءة مجردة لما سبق من النصوص تكفي لإدراك حقيقة أن الدين الإسلامي مبني على الحب وأن ثقافته إنما هي ثقافة تحث على الحب في شتى الأوقات. ولعل ما نراه من سلوكيات وممارسات غريبة يقوم بها بعض الشباب والشابات في رحلة بحثهم المضنية عن الحب في غير موطنه، واستيرادهم أخيرا لثقافة «يوم الحب الواحد»، إنما كان نتيجة قصرهم عن فهم تلك الحقيقة. رانية باجعيفر مكة المكرمة