بطولة أخرى تدخل خزائن الهلال، ولقب جديد يطير من أمام الأهلي.. محصلة نهائية ومنطقية عطفا على عطاءات الموسم، ولكنها بالتأكيد غير منطقية حسب مجريات اللقاء، وكان بالإمكان أحسن مما كان. وحتى لا نطير في العجة ونركب أمواج التسرع، يجب أن نكون منطقيين في تحليلنا لأحداث اللقاء، ونتعامل مع الفريقين كل حسب قدراته الفنية. الهلال الذي طار باللقب كان الأفضل أفرادا داخل أرض الملعب، اعتمد على الفروق الفردية للاعبيه في تحقيق الفارق، وأدلة ذلك يمكن قياسها في هدف ويلي الأول بعد أن تجاوز ياسر القحطاني جفين البيشي وسقط ثم أكمل الكرة لزميله، وهذه هي الفروق الفردية والمبادرة من اللاعب؛ لأنه من المستحيل أن يكون جيرتس قد درب ياسر على كيف يتعامل مع كرة بهذا الشكل، وإنما هي مهارة لاعب وضعف مدافع! وعلى هذا الأساس كسبت الفروق الفردية للهلال، وخسر العمل الفني لمدرب الأهلي، الذي أوجد أداء تكتيتيا افتقد للمنفذين الجيدين للعمل، وخانتهم قدراتهم في أوقات صعبة في مباراة يجب أن تبقى فيها مستيقظا وحذرا دون ترمش عيناك لأكثر من تسعين دقيقة. الأهلي تغير للأفضل نعم، تطور أداؤه نعم، تحسن عن السابق نعم، أصبح لديه هوية نعم، كلها نعم، ولكن في المقابل بقيت بعض العيوب والثغرات التي تحتاج لتعديل وتغيير وإحلال، مثل الجهة اليمنى التي ما زالت مصدر صداع للمدرب وطريق وصول للمنافسين، ولذلك يجب أن لا يقتنع الأهلاويون بإشادات ما بعد النهائي؛ لان اكتمال النجاح يحتاج لتوفر كافة عناصره، بدءا من المدرب الجيد واللاعبين المناسبين والخطة المثالية. وفي ليلة النهائي حضر المدرب والخطة وغابت الأسماء الجيدة في بعض المراكز. لن نقسو على الأهلي ولن نطالبه بأن يكون بطلا متوجا في أقل من شهر، ولكن أن نساعده في كشف بعض العيوب التي تحتاج إلى علاج، وأهمها البحث عن بدائل مناسبة لسد فراغات الدفاع. كثيرون تحدثوا عن مالك، وانقسموا بين مطالب بمنحه فترة مراجعة للحسابات وبين بقائه أساسيا حتى يسترد حساسيته، ولكن في المجمل تبقى الموهبة موجودة مع أنه فقد أهم مزاياه التي كانت تفرقه عن البقية وهي السرعة والكرة بين قدميه، عودوا لمباراة الشباب والأهلي وشاهدوا كيف كان يقف بعد أن يستلم الكرة، ولهذا أصبح مثل غيره. وحتى لا نخسر مالك النجم علينا أن نساعده على أن يعود، وهو قادر على ذلك متى ما اقتنع هو شخصيا بأنه متراجع. عموما، نبارك للهلال البطل ونهنئ الأهلي على العودة للمقارعة حتى الثواني الأخيرة في لقاءين هامين أمام الشباب والهلال، وتبقى مهمة الاستقلال الإيراني اختبارا حقيقيا للفريق الذي ستكتمل صفوفه وسيعود للعب بين جماهيره، ويبقى الدور الأكبر في ذلك للإدارة والجماهير لإخراج اللاعبين سريعا من حالة الحزن وبدء مرحلة جديدة ستبدأ الثلاثاء القادم، وهي الأهم للفريق خلال هذا الموسم. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 218 مسافة ثم الرسالة