حذر لقاء طبي سعودي من زيادة معدلات انتشار سرطان المعدة في العالم، معتبرا «أن 59 في المائة من إصابات سرطان المعدة ترتكز في الدول النامية، بسبب سوء التغذية والرعاية الصحية وانتشار الفقر». وتناول المشاركون في الملتقى الذي عقد أخيرا، وشهدته ثلاثة مدن (جدةوالرياض والدمام)، أحدث دراسة متضمنة التطورات العلاجية، مشيرين إلى «أن التطور الدوائي أدى إلى تغير جذري في علاج المرضى من خلال إضافة الدواء المطور للعلاج بالاعتماد على العلاج الكيميائي وحده». وأبرزت دراسة عالمية «أن هذا التطور العلاجي يقلل من مخاطر الوفاة لدى المرضى المصابين بالنوع الإيجابي (هير2) من سرطان المعدة المتقدم، وذلك بنسبة 26 في المائة مقارنة بالمرضى الذين لا يتلقونه، وهذا يعد نجاحا كبيرا في علاج هذا المرض الذي استعصى على أساليب العلاج التقليدية المستخدمة سابقا». ولفت المشاركون في اللقاء «إلى أن التوزيع الجغرافي لحالات الإصابة بسرطان المعدة يتفاوت بشكل كبير، لكنه يتركز بمعدلات أكبر في البلدان الشرقية أكثر من الغربية، حيث أثبتت الإحصائيات أن 59 في المائة من حالات الإصابة تتركز في البلدان النامية، ويصيب الجنسين، كما تزيد حالات الإصابة مع التقدم في العمر، ويشخص ما يقرب من نصف حالات سرطان المعدة في مراحل مبكرة والنصف الآخر في وضع متقدم، وتطبق البلدان الشرقية برامج للفحص واسعة النطاق، حيث يكون للفحص المبكر فعالية كبيرة». دراسة توغا ورأى الدكتور يانج جوبانج من مستشفى سيول الجامعي، أن دراسة (توغا العالمية) توضح أن هناك ارتفاعا في الاحتياجات غير المتاحة طبيا، خصوصا على صعيد سرطان المعدة المتقدم، موضحا أن الدراسة تعتبر مؤشرا جيدا لتلبية هذه الاحتياجات. وأشار إلى أن سرطان المعدة يعد ثاني أكثر الأسباب شيوعا للوفاة المتصلة بالسرطان في العالم، وتشخص نحو 100 ألف حالة جديدة منه سنويا، إلى جانب أن نحو 22 في المائة من أورام المعدة تعتبر من النوع (هير2)، وهو الأشد عدائية من أنواع أورام المعدة الأخرى، وهذا المعدل نفسه في أوروبا وآسيا، حيث سرطان المعدة يعتبر شائع الحدوث، ويشكل التشخيص المبكر للمرض تحديا للخبراء، حيث لا تظهر الأعراض لدى معظم المرضى في مرحلة مبكرة. وذكر أن دراسة (توغا) التي أجريب على 3800 مريض بينهم 594 مصابا بسرطان المعدة من نوع (هير2)، عرضت في عديد من المحافل العلمية الدولية، من بينها الجمعية الأمريكية لعلم الأورام السريرية خلال الاجتماع السنوي في أورلاندوا، والمؤتمر ال 15 للجمعية الأوروبية لعلوم الأورام (أسكو)، والمؤتمر ال 34 للمنظمة الأوروبية لمكافحة السرطان. الاكتشاف المبكر واعتبر رئيس شعبة الأورام في مستشفى الملك فيصل التخصصي في الرياض رئيس السجل السعودي للأورام ورئيس الملتقى «أن سرطان المعدة يقل انتشاره في المملكة مقارنة بدول الغرب»، موصيا بوجوب استشارة الطبيب عند ملاحظة الأعراض بشكل مبكر، حيث تضاعف فرص العلاج عند الاكتشاف المبكر للمرض. ودعا الأطباء إلى أهمية العلاج المبكر فور معرفتهم بالمرض، مبينا أن من أهم مسببات المرض، قرحة باريت، فقر الدم الخبيث، تناول الأطعمة المالحة بكميات عالية، تناول اللحوم المحفوظة بكميات كبيرة، إلى جانب التدخين، السمنة، العوامل البيئية، الظروف الاقتصادية، الحرمان الاجتماعي، العوامل الوراثية، والتاريخ العائلي، وتتمثل أعراضه في عسر الهظم والحموضة والتجشؤ، وفقدان الوزن، وفقدان الشهية، والألم، والغثيان، وصعوبة في البلع، وفقر في الدم، ودم في البراز.