نبه الرئيس محمود عباس العالم من فقدان الفلسطينيين للأمل، مشيرا إلى أن الطريق في اتجاه حل سياسي مسدودة، لذلك، فهو لايرى جديدا من بقائه رئيسا للسلطة، ويوجه تحذيرا للعالم: لا تدفعونا نحن الفلسطينيين تجاه النقطة التي تقودنا إلى فقدان الأمل. وقال في مقابلة مع مجلة «ديرشبيغل» الألمانية، ونشرت في عددها الصادر أمس الأول، أن لقاءه ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو للتفاوض، مرهون بإسرائيل، فالفلسطينيون قالوا دائما إنهم جاهزون للتفاوض عندما تتوقف إسرائيل عن بناء المستوطنات بشكل كامل وعندما تعترف بحدود عام 1967. وعما إذا كان عباس يثقل كاهل المباحثات الجارية لتوفير فرصة للقاء نتنياهو بوضع شروط مسبقة، أوضح أنها ليست شروطا، وإنما خطوات ضرورية لابد من تنفيذها، خاصة بعد انتهاء المرحلة الأولى من خطة خريطة الطريق، إذ اعترف الفلسطينيون بحق إسرائيل في الوجود، وحاول، من ناحيته كرئيس، إقناع التنظيمات الفلسطينية التي تعتمد العنف بالابتعاد عنه، وهذا ما اعترف الأمريكيون والأوربيون، بل أكثر من ذلك والإسرائيليون أيضا. وحول قرار نتنياهو وقف الاستيطان لمدة ثمانية أشهر، الأمر الذي لم يحدث قبل ذلك من أي رئيس وزراء إسرائيلي سابق، وماهية الدور الفلسطيني الآن لإتخاذ خطوة في اتجاهه، فند الرئيس أن هذا لا يعتبر تعهدا حقيقيا، إذ ما زال البناء في المستوطنات مستمرا لبضعة آلاف وحدات سكنية في الضفة الغربية، واستثناء القدس بشكل تام في هذا التعهد. وتطرق إلى تفاوضه مع رئيس الوزراء السابق إيهود أولمرت، بالرغم من استمراره في بناء المستوطنات آنذاك، وكون ذلك يمثل ممارسة معايير مزدوجة، مستدركا بأنه كان يطالب أولمرت في كل لقاء معه، بضرورة وقف الإستيطان، بالإضاقة إلى ذلك وفي الوقت اللاحق، انتخب باراك أوباما رئيسا للولايات المتحدةالأمريكية، ولقد طالب في رسالته الموجهة للعالم الإسلامي من القاهرة، بوقف الإستيطان بشكل تام، وعندما يكون هذا موقف الرئيس الأمريكي فإنه لا يستطيع أن يطالب بأقل من ذلك. وعن توقعاته من الرئيس أوباما، أشار عباس إلى أنه لم يزل يتعلق بالأمل بأنه يستطيع إعادة الحياة لعملية السلام، وأن عليه أن يقنع الإسرائيليين بضرورة الإعلان بوقف الإستيطان في الضفة الغربيةوالقدسالشرقية بشكل تام، على الأقل بضعة أشهر. وفي معرض رده على أن الضغط الذي مارسه أوباما على إسرائيل حتى الآن لم يكن مؤثرا تجاه إسرائيل، أقر الرئيس الفلسطيني أن مهمته ليست تحديد الخطوات الواجب اتخاذها من طرف الأمريكيين حيال إسرائيل، لكن لديهم العديد من الإمكانيات، وهم ما زالوا القوة العالمية الأعظم، لقد قال أوباما إن قيام دولة فلسطينية يعتبر مصلحة استراتيجية أمريكية. الرئيس الأمريكي تعهد بوضع كل طاقته لكي يحقق السلام ويساعد في انبثاق دولة فلسطينية.