أضحت مباني عرعر المهجورة مثار قلق الجميع، فالأهالي المجاورون لها يرونها مأوى للمتشردين وخطرا أمنيا ماثلا ويشتكون من تكدس النفايات بها بشكل أزعجهم، بينما ترى جهات أمنية وخدمية كالشرطة والبلدية بأنها تحت السيطرة، لكن الدفاع المدني يعتبرها سببا للكثير من الحوادث عبر إعاقتها لعمليات الإنقاذ أثناء الحرائق كونها مباني متهالكة . «عكاظ» جالت في مباني عرعر المهجورة وخرجت بالتفاصيل التالية: أصبحت منازل حي العزيزية في عرعر مجاورة لمبان خربة، وهنا يقول سلطان العنزي: «لابد من التدخل السريع من قبل الجهات ذات العلاقة وإيجاد حلول تحمي الأطفال من الخزانات المكشوفة». ويجاور عيد الدهمشي بيتا مهجورا منذ 15 عاما ويقول في ذلك: «وجودها بجانبنا شكل مصدر إزعاج دائم بسبب اندلاع حرائق بين وقت وآخر وتكدس النفايات التي لا تهتم الأمانة بها وبالتالي تتكون الأوبئة والأمراض». أما فارس الصقري فيرى أن البيوت المهجورة أصبحت سببا في تشويه المنظر العام سواء في المدينة التي ننتمي إليها أو الحي الذي تقع فيه، حيث المنازل ذات التصميم الجمالي الذي يواكب التطور الحديث نشاهد بقربها بيتا مهجورا تسكنه الأشباح. ويرمي نواف الرويلي وهو من سكان حي الفيصلية إلى أن المباني الخربة في الحي تشكل خطرا على أبنائه «لأن معظم اللصوص والفاسدين يجلسون فيها إلى وقت الظهيرة». من جانبه، أوضح أمين أمانة منطقة الحدود الشمالية المهندس عبد المنعم بن محمود الراشد أنه إذا كانت هذه المنازل سليمة إنشائيا ولا تشكل خطورة على أحد فإن دور الأمانة يقتصر على مطالبة أصحابها بإغلاق أسوارها حتى لا تكون مجمعا للنفايات. بينما أكد الناطق الإعلامي باسم دفاع مدني عرعر الملازم أول عيسى هديان الذويبي أن فرق الإنقاذ تواجه صعوبات أثناء اندلاع حريق في بيت مهجور بسبب الأبواب المقفلة والمخلفات والأشجار الكثيفة من جهة، وصعوبة العثور على صاحب المنزل أحيانا أو من ينيبه عند تسليم الموقع بعد الحادث من جهة أخرى. واعتبر الملازم أول الذويبي أن البيوت المهجورة آيلة للسقوط إما بشكل كامل أو جزئي، مشيرا إلى أن وجود خزانات أرضية مكشوفة في تلك البيوت قد تعرض الفرد للسقوط، كما أن انكشاف توصيلات كهربائية لم يفصل التيار عنها تؤدي إلى حوادث صعق. وأبان الناطق الإعلامي باسم دفاع مدني عرعر أن هناك توجها لتشكيل لجان للحد من مشاكل ومخاطر البيوت الخربة. من جانبه، اعتبر الناطق الإعلامي في شرطة منطقة الحدود الشمالية العقيد بندر عطا لله الأيداء أن البيوت المهجورة لا تشكل ظاهرة وإنما حالات فردية وبسيطة ومن السهل السيطرة عليها ولاتشكل خطرا، لكنه عاد واستدرك قائلا: «دوريات الأمن ترصد وتبلغ ومن تضبطه هناك يحال إلى الجهات المختصة، كما أن مراكز الشرط وغرفة عمليات الدوريات على استعداد تام لتلقي أي بلاغ من أي مواطن حول هذه المواقع فيما لو رأى أنها تشكل خطرا ويتم التعامل معها حسب التعليمات». بينما حذر مدير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد في عرعر عواد سبتي من أن المنازل المهجورة تعد بيئة مهيأة لوجود الجن.