أرجع مساعد مدير عام الخطوط السعودية للعلاقات العامة عبد الله بن مشبب الأجهر تعليق الرحلات الجوية في مطار نجران إلى سوء الأحوال الجوية، نتيجة الغبار الكثيف الذي يضرب المنطقة. وفي المقابل، لم يخف الأجهر اعترافه ل «عكاظ» بوجود مشكلات في مدرج المطار، «وهذا أمر تجيب عنه الهيئة العامة للطيران المدني» نافيا في الوقت نفسه أن يكون لدى الخطوط السعودية أي نظام تعوض من خلاله للركاب أو تأمين تذاكر بديلة لهم في حال سوء الأحوال الجوية التي تعيق الطيران. وأشار الأجهر إلى أن الخطوط السعودية تستند إلى نظام واضح في عدم تأمين سكن لركاب المطار في حال كان سبب تأخير الرحلة يعود إلى الأحوال الجوية «كون هذا الأمر خارج عن إرادة الخطوط». ورصدت «عكاظ» أمس معاناة أكثر من 400 راكب منعتهم الظروف الجوية من مغادرة الرياض إلى نجران لليوم الخامس على التوالي، فيما أرجع الركاب ذلك إلى سوء التعامل الذي وجدوه في مطار الملك خالد والخدمات المقدمة واستمرار تعليق الطيران لعدم جاهزية مدرج مطار نجران. وتسبب تأجيل وصول الطائرة إلى مطار نجران في تأخير وصول رئيس شركة الاتصالات السعودية المهندس سعود الدويش إلى المنطقة أمس، حيث كان من المقرر أن يفتتح فرعا جديدا للشركة في حي العريسة شرقي المنطقة، ليؤجل الافتتاح إلى موعد جديد. كما ألغت الأحوال الجوية مواعيد طبية لأهالي نجران في مستشفيات الرياض لعدم تمكينهم من السفر عبر مطار نجران إلى مطار الملك خالد في الرياض. وفوجئ ركاب رحلات أرقام (1875، 1865، 1861)، الذين صعدوا طائراتهم لمغادرة مطار الملك خالد في الرياض إلى مطار نجران البارحة الأولى، بإنزالهم مجددا من الطائرات وإعادتهم إلى الفندق بحجة سوء الأحوال الجوية. وأكد عدد من الركاب على الرحلة رقم 1875 ومنهم جابر بن نصيب وهو رجل كبير في السن عائد من عمل جراحي، أن وضعهم في المطار مزر وأن الخطوط السعودية لم تقدم لهم أية خدمات تليق بالركاب، مناشدا مسؤولي المطار بإيجاد حل سريع لوضعهم. ويشير مهدي علي آل بحري (راكب)، إلى أنه أنهى موعد طفلته التي تعاني من ثقب في القلب وضغط شرياني الأربعاء الماضي، وحصل على مقاعد للعودة إلى نجران، ليفاجأ بإنزاله من الطائرة مع طفلته التي تضاعفت حالتها، ليعود بها إلى المستشفى لتنويمها، إلا أن إدارة المستشفى رفضوا ذلك بحجة عدم وجود أسرة، ما دفعه لشراء أكسجين على حسابه لإنقاذ حياة طفلته الصغيرة التي أنهكت بين المطار والفندق. ولفت علي اليامي (راكب)، إلى أن من بين الركاب نساء بدون محرم، وهن يجدن إحراجات وصعوبة في التنقل مع الرجال أو البقاء في صالات الانتظار. أما المواطن علي حسين فقال: إن الخطوط السعودية أخلتهم من الفندق إلى المطار بغية إركابهم، ولما وصلوا اكتشفوا أن موعد الرحلة المحدد بقي عليه أكثر من ست ساعات، وعرفنا أن هذا الإجراء اتخذته الخطوط كي لا يحتسب الفندق أجرة يوم إضافي عليها. في المقابل، شهد مطار نجران تكدس العديد من الركاب بانتظار المواعيد الجديدة للرحلات المغادرة للرياض، بعد أن فوت الطيران على الكثير منهم مراجعة المستشفيات وإنهاء مصالحهم، وفضل بعضهم إعادة تذكرة الطائرة وغادروا برا مفضلين قطع مسافة تزيد عن 1000 كيلو متر برا، على الانتظار غير المجدي.