شددت ندوة «الوقاية من الأزمات القلبية» التي اختتمت أنشطتها أخيرا في جدة، على ضرورة توعية المجتمع السعودي بالعوامل التي تهدد القلب، والأخذ بتوصية منظمة الصحة العالمية في تناول جرعة صغيرة من الأسبرين للحماية والتقليل من الإصابات والمشكلات القلبية، خصوصا لمن لديهم عوامل الخطورة المهددة للقلب، موضحة «أن 55 في المائة من السعوديين يتجاهلون الوقاية قبل تعرضهم لسكتات القلب». وأوصت الندوة بتكثيف التوعية بأضرار التدخين، وما يسببه من أمراض خطيرة وتهديد مباشر للقلب، مكافحة السمنة باعتبارها من العوامل المهددة للقلب، داعية إلى ممارسة الرياضة ومن أهمها وابسطها رياضة المشي للمحافظة على الوزن الذي يتفق مع الطول. الإعاقة المباشرة استشاري القلب ورئيس قسم التعليم الطبي المستمر في الجمعية السعودية لأمراض القلب الدكتور خالد النمر، أوضح «أن السكتة القلبية عرفت عالميا بأنها أول العوامل المؤدية للوفاة، وثالث عامل يؤدي إلى الإعاقة المباشرة وغير المباشرة التي تؤثر على عمل الإنسان ومقدرته الإنتاجية»، لافتا إلى أن «السكتة القلبية تعتبر أبرز عوامل الوفاة في المملكة، حيث كشفت الدراسات أن 5.5 في المائة يعانون من سكتات قلبية، وأن 18 في المائة من السعوديين يعانون من مرض السكر، وأن 19 في المائة منهم يعانون من زيادة معدل «الكولسترول»، وضغط الدم بنسبة 21 في المائة، وأن نسبة المدخنين يساوي 13 في المائة، بينما تزيد نسبة البدانة عن 36 في المائة ونسبة لا تقل عن 34 في المائة تعاني غياب الجهد البدني». وأفاد أنه «وفقا لدراسة أخرى ثبت أن 55 في المائة من السعوديين الذين أصيبوا بسكتة قلبية لم يأخذوا بتوصية منظمة الصحة العالمية الوقائية في تناول الأسبرين قبل تعرضهم لحادثة السكتة، فمنظمة الصحة أوضحت أن التكلفة المباشرة للرعاية الصحية في المملكة يساوي أربعة في المائة من الناتج المحلي الإجمالي». أسباب الوفيات وفي السياق نفسه، عدت رئيسة قسم الأمراض غير المعدية للرعاية الصحية الأولية في جدة ومنسقة برنامج الرعاية لبرنامج جدة لأمراض السكر الدكتورة هناء الغامدي، «أمراض القلب والأوعية الدموية السبب الأول للوفاة عالميا (18 مليون حالة وفاة في العالم)»، موضحة «أن وزارة الصحة استقبلت في عام 1426 نحو 90 ألف مراجع في المراكز الصحية بسبب أمراض القلب، ونحو مليون زيارة بسبب ارتفاع ضغط الدم، كما سببت أمراض القلب والجهاز الدوري 20 في المائة من مجمل أسباب الوفيات في المملكة عام 2005، لذا فإن مهمة الإدارة العامة للأمراض غير المعدية العمل على تنمية دور المجتمع في مكافحة هذه الأمراض، لذلك نظمت الإدارة حملات توعوية للمواطنين والمقيمين عن خطر أمراض القلب وكيفية الوقاية منها». وذكرت «أن توصيات منظمة الصحة العالمية تشير إلى أن 100 مجم من الأسبرين لها تأثير وقائي أولي، أي أنها يمكنها أن تمنع مشكلات الإصابة القلبية الأولى، خصوصا للأفراد الذين لديهم عوامل خطورة عالية مثل السمنة، التدخين، الضغط العالي، السكر، وذلك بحسب تحليل نتائج 287 دراسة أجريت على 135000 مريض في عام». ورأت أنه «باستخدام الأسبرين بصورة منتظمة يمكن لهؤلاء الناس أن يقللوا من خطورة معاناتهم من مشكلات الأزمة القلبية الأولى المرتفعة حتى 32 في المائة».