حذر إمام وخطيب المسجد الحرام في مكةالمكرمة الشيخ الدكتور أسامة بن عبد الله خياط من ظلم الأجير وانتهاك حقوقه بعدم إعطائه أجوره، مبينا «أن في إنصاف الأجير آية بينة على خلق كريم وسجية جميلة وقلب مخبت رحيم»، محذرا من القسوة على الأجير والحيف عليه، إما بتحميله ما لا يطيق أو التسويف في حقه أو بتضييق الخناق عليه في عمله، وباتهامه بشتى التهم دون بينة وبغير برهان ساطع «لأن كل ذلك من الظلم الصارخ والتعسف الذي لا يحل التورط فيه ولا الاستهانة به ولا المعاونة عليه». وقال في خطبة الجمعة أمس: «حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من ظلم الأجير بعدم إعطائه أجره أشد التحذير، وقرنه بكبيرتين من كبائر الذنوب، متوعدا صاحبه بأن يبوء بخصومة الله تعالى يوم القيامة، فقال صلى الله عليه وسلم قال الله تعالى (ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة؛ رجل أعطى بي ثم غدر، ورجل باع حرا فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيرا فاستوفى منه ولم يعطه أجره)». وأضاف الشيخ خياط «إن في إعطاء الأجير حقوقه تحقيقا للعدالة، ورفع الحيف عنه، وحفظ حقوقه، وإشعاره بالكرامة بوصفه إنسانا يمتلك كل ما يتملكه غيره من مشاعر لا يصح إنكارها عليه ولا استغرابها منه». ودعا إمام وخطيب المسجد الحرام الأجير إلى الأمانة فيما اؤتمن عليه قائلا: «إذا كان إنصاف الأجير والعدل معه ورفع الغبن عنه وعدم التجني عليه واجبا يتعين القيام به وعدم الإخلال به، فإن من واجب الأجير إزاء ذلك القيام بما كلف به من عمل وفق ما تقتضيه الأمانة ويستلزمه الإخلاص في أدائه؛ بإحسانه وإتقانه والإتيان به حسب ما اتفق عليه، لأن هذا هو مقتضى العقد وسبب استحقاق الأجر ووسيلة طيب الكسب، فإنه مؤتمن وراع وهو مسؤول عن ما أوتي واسترعي عليه، فلا يصح أن يعتذر لنفسه بشتى الأعذار أو يترخص لها في حل الأجر، مع إخلاله بحق الأمانة وعدم وفائه بمقتضى العقد». وأضاف «أن أكثر ما يعكر على المرء صفو حياته ويحجب عنه أسباب التوفيق ويمحق عن ماله البركة، هذا الترخص الحامل على استباحة ما لا يحل وأكل ما لا يجوز والاستهانة بما يحرم». وفي المدينةالمنورة، حذر إمام وخطيب المسجد النبوي الشيخ علي الحذيفي من مزالق الهوى المؤدية إلى النار ورغب في الجنة التي أعدها الله للمتقين الذين لا يتبعون أهواءهم. وقال: «إن أول طريق الجنة والنجاة من النار يبدأ في هذه الحياة الدنيا وينتهي بباب الجنة وهو سراط الله المستقيم الذي أمر الله باتباعه، فسراط الله المستقيم هو التمسك بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم واتباع ما كان عليه صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم»، موضحا «أن هذه الجنة والنجاة من النار التي هي غاية كل مسلم، لها قطاع طرق ومعوقات حفتها الأهواء المهلكة، فالهوى يعمي ويعم ويجعل الحق باطلا والباطل حقا، والحسن قبيحا والقبيح حسنا، والمعروف منكرا والمنكر معروفا، والحلال حراما والحرام حلالا، والخير شرا والشر خيرا». وبين الشيخ الحذيفي أن العصمة من اتباع الهوى هي في العمل بكتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.