قبل عامين ونصف كنت في كندا وقرأت عبر النت قصيدة للأمير القدير عبد الرحمن بن مساعد عن (الأربعين)، وقد أعجبتني جدا، فكتبت عن نفس الموضوع بقافية ووزن مختلفين.. ثم احتفظت بقصيدتي داخل أدراجي، وقبل أيام وجدتها فأخذت أحسب الأيام، وكدت أن أغير أرقام البيت الأول (بزيادة عامين)، غير أني خشيت من الإقدام على تعديل النص، أو بالأحرى خشيت التقدم بالسن ورضخت لإغراء البقاء في ذاك الزمن.. لذا أسارع بنشرها قبل عتبة (الأربعين) المؤرقة. سبع وثلاثين غيمة والمسافة جفاف سبع وثلاثين قمرا والليالي عتام مرت على بالي المنهك ثقال وخفاف عدت على جفني المسهد حروب وسلام شربتها من سراب اليابسة للضفاف وسريتها من حدود الما، لسرب اليمام ما كان له خفق ما بين الحنايا الرهاف إلا شراع السكوت اللي ببحر الكلام ولا تهجيت فيها غير (مابي خلاف) ولا تعلمت منها إلا (أموري تمام)! الحزن يصهل وصوتي يعتريه ارتجاف والعمر يقفر وصدري يمتلي بالزحام سماي سبورة الوان التعب والكفاف يخط فيها الزمان اوجاع جرح وملام هالطيف رفرف على شباك دمعي وطاف حلم تمدد على جفني وعيّا ينام وهالطير يامير لو ريشه لجسمه لحاف ماهز غصن الدفا برده ولا له حيام ياللي العما لو تمره عينك اب ساع شاف وياللي الظما لو تشوفه صار غيم وجهام والصمت لو تنطقه يصبح دويّ وهتاف ماغيرك احد طرف بشته يمسّ الغمام !! منيف الحربي