لم نفاجأ بقرار خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز رعاه الله بتمديد فترة برنامج خادم الحرمين الشريفين للابتعاث الخارجي لخمس سنوات قادمة، فهو قائد حركة التعليم الدؤوبة على أرضنا المباركة المملكة العربية السعودية التي شهدت كافة مناطقها ومدنها نقلة نوعية خلال الأعوام القليلة الماضية على مستوى التعليم حيث تفتقت ثمار جهوده حفظه الله بالكثير من الجامعات والكليات والمعاهد المختلفة والتي تلبي احتياج الوطن من الخرجين المتخصصين وتحقق لجميع أبناء وبنات هذا الوطن العزيز طموحاتهم في مواصلة التعليم بمختلف مراحله، وحقيقة إن ما شهده الواقع على مستوى التعليم كان فيما مضى حلما بعيد المنال، واليوم أصبح واقعا ملموسا فلله الحمد والمنة. إن قرار التمديد المبارك لبرنامج الابتعاث الخارجي والذي استبشر به أبناؤنا وبناتنا في كل شبر من بلادنا الطاهرة سيفتح لهم الباب واسعا لتحصيل العلوم والمعارف من شتى بلدان العالم المتحضر، وهنا يجب أن نعي أن هذا القرار لم يأت من فراغ بل من خلفيات مدركة وفكر نير يعرف جيدا ما للتعليم من درجة مهمة تفوق أية درجة أخرى في وضع الأسس المتينة لبناء الأمم ونهضتها، ولبناء الإنسان البناء الجيد الذي يجعل منه عنصرا فاعلا لمجتمعه ولأبناء جنسه. ويقدر ما للتعليم في الداخل من أهمية ودور فعال كذلك التعليم في الخارج فهو الآخر يفتح أمام الدارسين المبتعثين فرصة تعلم ما توصل إليه الآخرون من تقدم معرفي في مختلف الميادين بالإضافة إلى تعلم لغة أخرى ستساعدهم في الإبحار لنقاط أبعد في شتى العلوم كما أن للاختلاط بالثقافات الأخرى دورا مهما في نقل قيمنا الإسلامية النبيلة إلى الشعوب الأخرى، ونقل صورة مشرفة لديننا الحنيف، كذلك تعلم ما هو إيجابي وحسن لديهم وغير ذلك الكثير، والحديث يطول عن فوائد التعليم في الخارج. وأنا اليوم أتوجه لمقام خادم الحرمين الشريفين بالشكر والعرفان رغم أن كلمات الشكر مهما تنوعت ومهما تعددت أشكالها تبقى عاجزة عن إيفاء هذا الهرم الشامخ هذا الرجل العظيم ملك القلوب والإنسانية حقه.. ختاما.. أقول بكل صدق إن خادم الحرمين الشريفين مفخرة لكل مواطن سعودي وعربي ومسلم بل هو فخر للعالم فأمثاله يحملون مشاعل الأمل والمعرفة والرقي والسلام والتسامح للبشرية جمعاء. سالم بن محمد آل سالم الدوسري مدير عام التربية والتعليم للبنات في منطقة نجران