أتألم عندما أزور مدرسة ما ثم أسأل من قام بعمل تلك اللوحات ورسم تلك الرسومات وصنع تلك الوسائل، فيقال لي هذه من صنع محال الخطاطين والرسامين التي انتشرت في مدننا كانتشار النار في الهشيم. هذا الذي يحدث في مدارسنا وتزداد وتيرته ليس في مصلحة طلابنا، فنحن بتعويدهم على ذلك نحرمهم من الاستفادة من أهداف الأنشطة اللا صفية التي وضعت لتنمية مهارات الطالب ومواهبه المختلفة كالرسم والخط والنحت وغيرها، لا ملء جيوب الخطاطين ومحال النيون التي أصبحت تقوم على أكتاف الأنشطة الطلابية المتعلقة بالأعمال الفنية واليدوية المختلفة، علاوة على أننا نقبل منهم «التزوير» والكذب المبكر عندما ينسبون إلى أنفسهم عمل أشياء هم أول من يعلم بأنهم لم يقوموا بها وليس لهم أو لمعلميهم علاقة لا من قريب و لا من بعيد بما حملته أسماؤهم من وسائل ولوحات، إلا أنها نشاط أعد من «جيوبهم»، فهي أنشطة مزيفة أفقدتهم أن يبدعوا من خلال ما يعدونه بأنفسهم من لوحات يخطونها بأيديهم أو يرسمونها بأقلامهم. إن انتشار محال الخطاطين لم يكن ليخدم النشاط المدرسي بقدر ما يضره، ولعل المعلمات أكثر المتضررات منها من خلال استنزاف جيوبهن، إذ عليهن أن يدفعن «لزبرقة» مدارسهن، ومن ترفض فمديرة المدرسة ستعيد النظر في «درجة أدائها الوظيفي» وعندما تزور المشرفة التربوية المدرسة ستهمس في أذنها بأن المعلمة فلانة «غير متعاونة» وما علمت بأن رفضها هو تسجيل موقف تربوي ليس أكثر، فهل نرى وزارة التربية والتعليم تعمل شيئا حيال هذا الأمر؟ محمد إبراهيم فايع خميس مشيط