في تقريرها الرئيس على صفحتها الأولى تشير ال«جارديان» إلى أن رئيس الوزراء السابق توني بلير خرج من ما أسمته ملحمة الساعات الست من التحقيق أمام لجنة تشيلكوت بإصراره على أنه غير نادم على الإطاحة بصدام حسين، قائلا إن العالم بات أكثر أمنا، وإن العراق قد استبدل يقينية القمع بلا يقينية السياسة الديمقراطية. ولام بلير التدخل الإيراني، والتقديرات التي كانت في غير محلها ونقص القوات الأمريكية بأنها كانت وراء الفشل الذي حدث أخيرا في عملية احتلال العراق. وفي تغطيتها الموسعة للموضوع ذاته، أفردت الصحيفة عددا من صفحاتها لتقارير ومقالات رأي علقت على شهادة بلير، ومن بينها تقرير تحت عنوان «ست ساعات دفاعا عن قراره المصيري»، رأى أن رئيس الوزراء السابق قد اتخذ موقفا صلبا أمام لجنة التحقيق في حرب العراق لكن ليس كل إجاباته امتازت بالأداء المقنع. ويحاول كاتب المقال على مساحة صفحتين من الصحيفة مناقشة الخلاصات التي قدمها بلير واحدة تلو الأخرى، شارحا التفاصيل المحيطة بها ومقدما في ضوء التفاصيل حكما على كل فقرة منها. وضمن التغطية ذاتها، يكتب روبرت فيسك مقالا تحليليا بدا محملا بشحنة عاطفية ولغة غاضبة انطلقت من مقارنة بين ما يراه في تجربته الشخصية في تغطية الحرب من مشاهد مؤلمة لضحايا الحرب والانفجارات، ومايصفه بالمشهد المعقم المبالغ في نظافته الذي بدا فيه شخص بلير في شهادته، والذي يصفه باللورد بلير، في وصفه لملابس بلير البالغة النظافة ومضيفا إليها ضميره أيضا على سبيل المفارقة. وهذا التباين يصفه فيسك ببلاغة حادة: إنه «الاختلاف بين جحيم الألم وجحيم الكذاب السعيد». ويكمل: «ينبغي أن نكون في الشرق الأوسط لنشعر بذلك بقوة، فاللورد بلير كان جسديا على مبعدة 2000 ميل عني، ولكن سايكلوجيا، كان في مجرة أخرى، مواصلا تأليف وإعادة تأليف سجل التاريخ».