اتهم رئيس البرلمان اليمني يحيى علي الراعي تنظيم قاعدة الجهاد في اليمن بتلقي أموال وتدريب من المتمردين الحوثيين المدعومين من الحكومة الإيرانية على نحو مباشر. وأوضح الراعي في حوار هاتفي مع «عكاظ» أمس، «كنا نتلافى في اليمن توجيه الإتهام مباشرة للحكومة الإيرانية بتمويل الحوثيين، وظللنا نردد أن حوزات دينية ومجاميع في إيران هي التي تمول التمرد الحوثي، إلى أن خرج الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد وألقى بحديث جزافي عن الأشقاء في المملكة قبل فترة، وهنا أدركنا أن للحكومة الإيرانية دورا، وكأنها تريد مد أجنحتها في الوطن العربي». وأقر بانتقال فلول تنظيم القاعدة الإرهابي في المملكة والعراق، بعد الضغوط التي واجهتها، إلى اليمن باستغلال انشغال الجيش وقوى الأمن بالتصدي للمتمردين الحوثيين لتجد في بلادنا ملاذا، لكنه دحض انتقال زعيم القاعدة أسامة بن لادن إليى اليمن، مؤكدا أنه لن ينعم فيها بموطن. ونوه الراعي بالتعاون الاستخباراتي والأمني بين الرياض وصنعاء، جازما أن المملكة شريك رئيس لليمن في ماتحقق من نجاحات أمنية تمثلت في توجيه العديد من الضربات الاستباقية لمعسكرات وأوكار القاعدة في اليمن. واعتبر أن أي تدخل عسكري أمريكي في بلاده لملاحقة عناصر التنظيم الإرهابي لن يحدث إلا بموافقة أبناء اليمن تحت مظلة رئيسهم علي عبدالله صالح. وتناول رئيس البرلمان اليمني دور القبيلة في مكافحة تنظيم القاعدة، مذكرا أن هناك أناسا شرفاء وآخرين مرتزقة في كل مكان، لكن الشرفاء في اليمن أكثرية، وأن هناك علاقة تجمع القاعدة والحوثيين ومايسمى بالحراك الجنوبي في بلاده. وإلى ثنايا الحوار: الحرب المفتوحة • أين يقف البرلمان اليمني من الحرب المفتوحة التي تقودها الحكومة ضد تنظيم مايسمى بقاعدة الجهاد في جزيرة العرب الذي يتخذ من الأراضي اليمنية منطلقا لعملياته الإجرامية؟ البرلمان يعضد من ظهر الحكومة اليمنية ضد كل مايخل بأمن وسلامة واستقرار البلاد وشعبها، في الوقت الذي يساند فيه كل مامن شأنه أن يقود إلى تنمية وازدهار، والبرلمان الذي يمثل جميع أطياف الشعب اليمني، يشجع كل جهد يصب في هذا الجانب. • وماهي رؤيتكم لاستراتيجية الحكومة في ملاحقة قيادات وعناصر التنظيم الإرهابي والقضاء عليه؟ الإرهاب لادين له ولاوطن، والذي يؤيد الإرهاب ويقف إلى جانبه فهو فاقد للهوية ولاينتمي لأي بلد. إن العالم اكتوى بنيران الإرهاب، ومن ضمنه اليمن الذي عانى منه منذ حادثة تفجير المدمرة الأمريكية «كول» في خليج عدن قبل سنوات ومابعدها، وبالتالي فإن مكافحة الإرهاب تحتاج إلى مجهودات كبيرة من قبل الشرفاء في كل أنحاء العالم لمقارعة هذا الخطر ومواجهته. ومن المؤسف والمؤلم أن يأتي انتحاري مرتد لحزام ناسف ويفجر نفسه وسط تجمعات بشرية، طلابية كانت أم عمالية أوفي أسواق أو وسط مواكب تشييع جنائزية. أعتقد أن هذا النوع من العمليات الإجرامية تدخل في دائرة الأعمال الإرهابية القذرة التي تتنافى ومبادئ الشريعة الإسلامية والقيم الإنسانية والأعراف الدولية. التدخل العسكري • كيف تقيمون حدود التعاون مابين اليمن والولاياتالمتحدة في مكافحة الإرهاب داخل اليمن، وما طبيعة المساعدات التي يقدمها الأمريكيون لصنعاء في هذا الجانب؟ نحن في البرلمان أيدنا مكافحة الإرهاب، وساندنا الاتفاقيات المبرمة في هذا الصدد. وبالنسبة للولايات المتحدة، فهي كغيرها من سائر الدول الغربية وكذلك الدول العربية، ومن بينها اليمن تعمل على مكافحة الإرهاب. وكما تعلمون، فإن البرلمان منتخب من قبل الشعب اليمني وهو الذي يمثله، وبالتالي فإنه يؤيد إتفاقيات التعاون الاقتصادي التي تنعكس إيجابا على سبل معيشة المواطن اليمني في تعليمه وصحته. • نحن هنا نتحدث عن التعاون مع الولاياتالمتحدة في مواجهة تنظيم القاعدة في اليمن؟ في مواجهة الإرهاب، فإن اليمن يحتاج إلى الدعم، ونحن قادرون على حماية بلادنا ومكافحة الإرهاب بأنفسنا. • ماذا لو أصر الأمريكيون على التدخل عسكريا في اليمن لملاحقة عناصر تنظيم القاعدة الإرهابي الذي تقول واشنطن إنه في تنام؟ لايمكن لأحد أن يصر على اليمن إلا برضا أبنائه، اليمن تتمتع بقيادة وجيش وطني، والرئيس علي عبدالله صالح يقودها ومنتخب من قبل الشعب، ولم يتبن الرئيس لا الشرق ولا الغرب بل اليمن، وهو قادر على حفظ أمن واستقرار بلاده، ولن يجد اليمنيون رئيسا أفضل من علي عبدالله صالح ليتحمل أعباء وطنه، سواء في محاربة الإرهاب أو في تنمية البلاد اجتماعيا واقتصاديا، والجيش اليمني جيش قوي قادر على مواجهة التحديات وكل مايحتاجه هو الدعم المعنوي. شريكنا الرئيس • كيف ترى التعاون بين المملكة واليمن في مواجهة تنظيم القاعدة وعناصرها الإجرامية التي تتخذ من بلادكم ملاذا لها؟ المملكة واليمن بلدان شقيقان، ومايربطنا من وشائج أخوية واجتماعية عميقة لم تكن وليدة اليوم، بل تمتد لعقود. وهناك تعاون أمني واستخباراتي في مواجهة الإرهاب وتنظيم القاعدة. هذا التعاون يقوم على مرتكز أساس بل قاعدة صلبة هي أن ما يمس المملكة يمس اليمن والعكس. وأعتقد أن هناك إرادة سياسية وأمنية بل وإجتماعية قوية لمواجهة القاعدة والقضاء عليها باعتبارها خطرا يهدد أمن البلدين وشعبيهما ومصالحهما المشتركة. • وما مبلغ إسهام هذا التعاون في تحقيق اليمن لعدد من النجاحات الأمنية التي لقواكم الأمنية في توجيه عدد من الضربات الاستباقية التي استهدفت القاعدة ومعسكراتها وأوكارها؟ تحقق هذا من خلال التنسيق الاستخباراتي والتعاون الأمني وتبادل المعلومات بين السلطات المعنية في كلا البلدين، وبالتالي فالمملكة شريكنا الرئيس والأساس في ما بلغناه من نصر ميداني على تنظيم القاعدة. وأود هنا أن أقول إنه ونتيجة انشغال اليمن بالحرب على المتمردين الحوثيين، ونتيجة للضغط الذي واجهه تنظيم القاعدة على الأرض في المملكة والعراق، فقد نزحت فلول التنظيم الإرهابي إلى اليمن، وعندما تأكدت قوات الأمن من وجودهم في غير مكان في الأراضي اليمنية، عمدت إلى ضربهم، وكانت تلك الضربات الاستباقية المتتالية جيدة وحققت نتائج إيجابية على الأرض، واليمن مستمر في ملاحقتهم والقضاء عليهم بالتعاون مع كل الخيرين في اليمن. تشويه سمعة اليمن • ولماذا أصبحت اليمن وجهة يقصدها الإرهابيون، وما ذهب إليه الأمريكيون الذين قالت واشنطن إنهم تلقوا تدريبات في معسكرات للقاعدة داخل اليمن؟ هذا الكلام إنشائي، ولايعدو أن يكون كلاما صحافيا، ونحن على دراية بأن من يردد هذا الكلام يسعى لتشويه سمعة اليمن، سواء من قبل صحف أو قنوات فضائية معروفة في توجهاتها. • المعتقل النيجيري عمر الفاروق أقر أمام المحققين الأمريكيين إنه تلقى تدريبات في معسكر للقاعدة في اليمن، وهذه اعترافات الرجل، ولم تكن كلام صحف كما يقول البعض؟ دعني أتكلم عن هذا النيجيري عمر الفاروق عبدالمطلب، الذي حاول تفجير طائرة الركاب الأمريكية قبل فترة، وأتساءل: لماذا لم يأت الحديث على ذكر بريطانيا التي درس فيها لأربع سنوات؟، ولماذا لم يأتوا على ذكر دولة الإمارات التي درس فيها أيضا؟، نعم هو قدم إلى اليمن، ولنفترض أنه زود بمواد التفجير من داخل اليمن، أينهم عنه عندما أمضى 16 يوما في بلده نيجيريا بعد مغادرته اليمن؟، وكيف تجاوز كل الممرات والمعابر والمطارات إلى أن ركب الطائرة المستهدفة؟ أين أجهزتهم الاستخبارية والأمنية؟، ولماذا ينتقدون اليمن دون سواها؟. فلول القاعدة • لكنكم ذكرتم في إجابة سابقة أن من تبقى من عناصر القاعدة في العراق والمملكة انتقلوا إلى اليمن، لماذا اليمن تحديدا؟ لأن هناك مواجهات بين الجيش وقوى الأمن والمتمردين الحوثيين والمشكلات التي يغذيها الحراك من مثيري الشغب، وهو ما وفر لهم مناخا وملاذا آمنا، ولكن الضربات الاستباقية الأخيرة التي وجهت لهم وبالتعاون الأمني بيننا والأشقاء، وفي مقدمتهم المملكة، فإن عناصر القاعدة ستمنى بهزيمة. • هل تتوقع أن ينتقل زعيم القاعدة أسامة بن لادن المختبئ في مكان ما في أفغانستان إلى اليمن لقيادة عمليات التنظيم؟ لن يكون هناك موطن أو موطئ قدم لأسامة بن لادن في اليمن. • من يمول قاعدة اليمن ومن يقف وراء بقائها رغم الضربات التي منيت بها سواء في المملكة أو بعد انتقالها إلى اليمن؟ الذي يمول القاعدة في اليمن هو نفس الذي يمول القاعدة في العراق وأفغانستان والذي كان يمولها في المملكة قبل هزيمتها. أجنحة إيران • هناك حديث عن ضلوع إيران في تمويل القاعدة والحوثيين؟ إيران هي التي تمول الحوثيين وكنا نتلافى توجيه اتهام مباشر وصريح لها ونقول إن التمويل يأتي من قبل حوزات دينية في إيران، عوضا عن ذلك حتى خرج الرئيس الإيراني أحمدي نجاد في محفل شعبي يتكلم عن الأشقاء في المملكة قبل فترة بسيطة، وهنا أدركنا أن للحكومة الإيرانية دورا، وكأنها تريد أن تمدد أجنحتها في الوطن العربي. • وماذا عن العلاقة بين الحوثيين وتنظيم القاعدة في اليمن؟ نعم العلاقة بين الحوثيين والقاعدة والحراك تأكدت لنا بعد الضربة الاستباقية التي شنتها قوى الأمن واستهدفت تجمعا لقيادات القاعدة في محافظة أبين يوم 24 من الشهرالماضي، حيث أيد الحوثيون والحراك القاعدة وتباكوا على من قتل منهم إلى جانب التحركات فيما بينهم البين وتأييد بعضهم لبعض رغم الاختلاف العقدي والايديولوجي في ما بينهم لكن مايوحدهم في نسيج واحد هو لقاء المصالح. تمويل القاعدة • وهل تبين لكم أن الحوثيين أمدوا القاعدة في اليمن بالأموال؟ هناك تأكيدات على وجود إتصالات بين القاعدة والحوثيين وتلقي الأخيرة أموالا وتدريبات من الحوثيين، وهناك تنسيق في مواقفهم حيال مايجري في اليمن. شرفاء ومرتزقة • وماذا عن دور القبيلة في اليمن في محاربة تنظيم القاعدة الإرهابي وعدم التستر أو إيواء عناصره المجرمة؟ هناك أناس شرفاء وآخرون مرتزقة ليس في اليمن بل تجدهم في كل مكان، لكن الشرفاء في اليمن أكثر من المرتزقة والذين يتجمهرون بالسلاح لم يكونوا من القاعدة، حتى مسألة المظاهرات يذهبون إلى سوق تجارية ويتجمهر أربعة ممن يسمون بالمعارضة ويقومون بالتظاهر ويتجمع حولهم الناس للفرجة، والناس يتوقعون أن هذا الجمع يتظاهر، بينما المتظاهرون ليسوا سوى أربعة أو خمسة.