قضت دوريات حرس الحدود في منطقة جازان والقوات الخاصة في القوات المسلحة على عمليات تهريب الدقيق السعودي عبر المناطق الحدودية الجنوبية الممارسة من قبل شبكة من العاطلين عن العمل والمقيمين ومجهولي الهوية. وأوضح ل«عكاظ» مصدر من منطقة جازان أن المطاحن التابعة لصوامع الغلال ومطاحن الدقيق، تمون المنطقة بما يفوق حاجاتها، البالغة 60 ألف كيس دقيق شهريا. وأضاف المصدر أن ما يتم إرساله من المطاحن في مدينة خميس مشيط القريبة لجازان، يتجاوز حاجتها الشهرية بزيادة 20 ألف كيس. ورأت مصادر أخرى من المنطقة أن مشكلة تهريب الدقيق للمناطق اليمنية أدت إلى العجز المعروض من الدقيق في الأسواق موضحة أن شح المعروض انتهى بتواجد القوات المسلحة وتكثيف دوريات حرس الحدود على المناطق الحدودية. وعلمت «عكاظ» أن كيس الدقيق الأبيض يباع خارج الحدود السعودية بما يعادل 75 ريالا سعوديا، وهو ما يزيد عن ثلاثة أضعاف سعره المدعوم في الداخل، والمحدد بمبلغ 22 ريالا للكيس سعة 45 كيلوغراما، رغم أن سعره الفعلي في فروع صوامع الغلال ومطاحن الدقيق يتراوح بين 50 و60 ريالا للكيس الواحد. من جانبه قدر مصدر في حرس الحدود في جازان حجم ما تم ضبطه من دقيق مهرب إلى خارج الحدود السعودية شهريا بنحو 2400 كيسا، مشيرا إلى أن كل ما يتم ضبطه من أكياس دقيق أو شعير يرسل ويسلم للجمعية الخيرية في محافظة جازان. وأوضح المصدر أن نقاط ومراكز التفتيش والدوريات ترصد تحركات المهربين على ظهور الحمير بواسطة الكاميرات الحرارية المنتشرة على طول الشريط الحدودي. وأوضح عبد الله مدخلي رئيس جمعية الحرث، أن هناك جهودا ملموسة تضطلع بها دوريات المحافظة المشتركة والدوريات الأمنية وهي تزود الجمعية بكميات كبيرة من أكياس الدقيق المضبوطة يوميا التي بدورها توزع الكميات على المحتاجين من أبناء المحافظة والقرى المجاورة «ظاهرة تهريب الدقيق اختفت منذ أشهر وذلك يدل على خروج جميع مجهولي الهوية والمتسللين من أراضي المملكة». وقدرت مصادر حجم عمليات بيع الدقيق المحمل على الشاحنات من قبل المهربين في الفترات الماضية بنحو 12,8 ألف كيس في الساعة، تتم عقب إعادة تحميلها من المخازن غير المصرحة استغلت ستارا للتجارة غير الشرعية للدقيق بأسعار تزيد على أسعاره المعلنة. وشهدت أسعار الدواب ارتفاعا ملحوظا خلال تلك الفترة، بسبب قوة الطلب عليها، إذ تراوحت قيمة الحمار بين 1500 و2500 ريال، وأغرت عوائد التهريب أصحاب الدواب برفع أسعار الحمير التي تستغل في تحميل المواد الغذائية عند اتجاهها جنوبا وتحميل القات والتنباك عند اتجاهها شمالا صوب الأراضي السعودية.