رغم إدراكهم بأهمية الحاسوب وعلمهم بالإحراج الذي يقعون فيه بين الحين والآخر، إلا أنهم لا زالوا يضعونه خارج اهتماماتهم، ولا زالوا يركضون إلى محل تجاري يقطعون مسافة ويدفعون ثمنا مكلفا، ولا زالوا يطرقون أبواب الأحبه والأقارب، من أجل خطاب أو ورقة أسئلة أو معروض أو حتى دراسة. بعضهم يملك جهازا لكنه لم يتجرأ، والآخر متردد حتى في امتلاكه، في حين هناك من لم يخطط بعد لتعلم التعامل مع الحاسوب. استغلال المحلات صالح الحذيفي قال: أعلم حاجتي لجهاز «الكمبيوتر» خصوصا في مجال عملي، ولهذا فإنني أضطر للذهاب إلى محلات الطباعة على الحاسب الآلي، لتعذر تعاملي حتى اللحظة مع «الكمبيوتر»، والمشكلة أنه لا وقت لدي لأتمكن من الجلوس على الحاسب لتعلم كيفية الطباعة، فأنا مشغول دائما ولا وقت لدي لأهدره، لكنني إن شئت أو رفضت، فمصيري أتعلمه لأن كل شيء أصبح حاليا يحتاج إلى الحاسب الآلي، لحاجتي فقط لتعلم الكتابة عليه. أما عمر ناصر فيرق فيقول: كثيرا ما يتطلب مني موقف البحث عن إبن أخي طالب الثانوية لينجز عملا ما بواسطة حاسوبه، الذي اضطررت لكثرة مجيئي وتعطيلي له عن دراسته لشراء حاسوب محمول له، مقابل أن يساعدني كلما احتجت لذلك، بل إنني قدمت له اشتراكا مجانيا له في «الإنترنت» ومع ذلك يبتزني ويستغلني، فمثلا يعتذر بعض الوقت بكثرة الواجبات لديه، وأعلم أنه جالس على «الإنترنت» أو أن لديه موعد مع أحد أصدقائه، ولقد حاولت تعلم «الكمبيوتر» لكنني لم أفلح كقيادة السيارة والتي رغم محاولاتي، إلا أنني يئست منها أخيرا وأحضرت سائقا خاصا، ربما عندما يكبر ابني ويصبح متخصصا في الحاسب سوف يتمكن من تعليمي، هذا حلم فقط. العشق وحده كان بداية الشاب حسن الشمراني (32 عاما) لتعلم الحاسوب، حيث قال: منذ الصغر بادر والدي لشراء جهاز كان منطلق تعلمي، وحينها انطلقت في هذا العالم ولا زلت. في حين كان حافز علي صالح الغامدي زملاؤه، إذ يقول: كنت أستمتع من زملائي ممن يملكون هذا الجهاز بأحاديث عن مواقع الدردشة، فأغرمت وأجبرت نفسي على تعلمه، وتمكنت من ذلك خلال ثلاثة أشهر. أما محمد الغامدي (20 عاما) فقال: كنت أتوجه لجهاز والدي وأعبث به لدرجة أنني أتلفت له قاعدة البيانات، ولكي لا أكرر الموقف إشترى لي جهازاً. لكن محمد عثمان (30 عاما) لم يكن يخطر بباله أنه سيتعلم فن التعامل مع الحاسب الآلي، لولا ظرف عمل طارئ أجبره، فلم يكن أمامي من فرصة عمل في مقهى للإنترنت سوى التعامل مع «الكمبيوتر» حيث وجدت نفسي وجها لوجه أمامه، وخلال فترة وجيزة تعلمت مفاتيحه، فأنا أقضى حوالي 12 ساعة، ومن الضروري إتقان العمل مع هذا الجهاز. الشاي والحليب يحكي سعيد منصور الأحمدي الصدمة النفسية التي أعقبت شراءه جهاز حاسب بقوله: قررت أن أتعلم الحاسب بناء على نصيحة صديق أشار بضرورة شراء الجهاز أولا ثم التدريب عليه، لذا اشتريته وكنت فرحا به ولا أعلم كيفية فتح الجهاز، حيث تولى أحدهم تركيبه وتشغيله، ولم أحاول أن أطفئه لأنني لم أتعلم عن كيفية التشغيل بعد الإنطفاء، ولهذا أبقيته يعمل على أمل أن يزورني صديقي ويعلمني التشغيل، ولم تكن هذه المشكلة فقد كنت يوميا وبعد العودة من الدوام أجلس عليه من أجل التعرف عليه وعلى طريقة التعامل معه، مكثت واحدا وعشرون يوما والجهاز لم يفصل من التيار في حالة تشغيل، وذات يوم أعددت كاسا من الحليب والشاي ووضعته بالجوار و أخذت (أضرب) على لوحة المفاتيح وبدون قصد انزلق الكوب وأنهمر الحليب والشاي على الجهاز وكان آخر عهد لي بذلك الجهاز حيث انطفأ و لم يعمل منذ ذلك اليوم.