تتميز الأبحاث العلمية باتباعها منهجا خاصا للحصول على المعرفة محكوما بقيود دقيقة تهدف إلى الوصول إلى الحق دون الوقوع في شبكة الميل والانحياز أو الانخداع ببعض الظواهر الزائفة. واتباع هذا المنهج الخاص في البحث العلمي يمد صاحبه بمهارات عديدة تنفعه في الحياة بشكل عام وليس في مجال بحثه وحده، فمن يعتاد تطبيق منهج البحث الصحيح في دراسته، تضحي تلك العادة منهجا عاما له في حياته، يطبقه على ما يمر به من مواقف يومية، مما يعينه على حل المشاكل التي تواجهه بأسلوب معتدل، كما تعينه على إصدار أحكام صائبة على كثير من المواقف وتجعله أقل انقيادية وأكثر استقلالية في تفكيره، كما تمكنه من التكيف براحة مع المتغيرات من حوله والخوض في الأمور الجدلية بأسلوب متزن يعينه على تقدير وجهات النظر المختلفة وليس وجهة نظره وحدها، وهو أمر مهم يوفر للإنسان الإحساس بالراحة في حياته. لهذا فإن تدريس علم مناهج البحث العلمي منذ المراحل المبكرة للتعليم يعد أمرا نافعا في تكوين شخصية الطالب وتشكيل تفكيره، إلا أن المدراس مع الأسف لا تضمن مناهجها التعليمية شيئا من هذا، ويظل التعليم فيها يقدم بطريقة التلقين التي تتوقع من الطالب امتصاص ما يطعم له دون تردد أو تشكك أو تفحص، وذلك تحت شعار أن كل ما يقدم في الكتب المدرسية أو عبر المعلمين صواب وصحيح ولا يصح التشكك فيه أو إخضاعه للاختبار أو التثبت، هذا من جانب، ومن جانب آخر ما تغرسه الطريقة التلقينية في نفس الطالب من إحساس بالقصور وعدم الكفاءة للتفحص أو إبداء الرأي، فينشأ الفرد وقد تلاشت لديه كل ثقافة في قدراته الذاتية، وتكونت شخصيته على هذا المفهوم وتشكل تفكيره على هذا المبدأ، فيقع عرضة للانخداع بالظواهر الزائفة، لأنه لم يتعلم كيف يخضع الظاهرة للدرس والتحليل ليتبين صدقها من زيفها، ويقع عرضة للغرور بعلمه الضحل لأنه لم يتعلم أن هناك كثيرا من الحقائق تخفى على الإنسان وأن هناك جوانب من المعرفة لا تتبدى بيسر. وهو كذلك يبدي الرأي ويتوقع من الآخرين قبوله حالا، دون حاجة إلى أن يرفقه بدليل يدعمه، لأنه لم يتعلم من قبل أهمية الاستدلالات، فإن فعل، لا يعرف كيف يخضع استدلالاته للفحص حتى يميز بين ما هو صحيح منها وما هو ليس كذلك. ويضحي السلوك السائد بين الكثيرين، التعصب للرأي وقبول الأفكار أو رفضها حسب مكانة صاحبها وليس حسب صحتها أو خطئها، والقفز إلى الاستنتاجات قبل الاستيثاق من صحة المعلومات، وهو بلا شك أسلوب لا يتوقع منه أن يولد معرفة صحيحة ولا علما موثوقا ولا حياة سعيدة. فاكس 4555382-01 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة