الإحراج المباشر يعمد بعض المتصلين في برامج الإفتاء المباشرة إلى دس أسئلة ذات طابع غريب في مبناها ومعناها، يرمون من خلالها إلى أهداف غامضة يعقبها إجابة عاجلة من الشيخ في بعض الأحيان، فتتداول وسائل الإعلام هذه الفتاوى ويتم تسليم الناس بها، «عكاظ» عرضت هذه القضية على بعض الشرعيين والإعلاميين، وإليكم إجاباتهم: نوعان مختلفان د. حاتم الشريف، عضو مجلس الشورى وهيئة التدريس في جامعة أم القرى: كلا النوعين له ما يميزه عن الآخر، فبعض الناس يريد أن تكون الإجابة في أسرع وقت ولا يمكنه انتظار بث البرنامج في وقته المحدد، ثم إن العلماء من قديم الزمان كانوا يجيبون على بعض الأسئلة التي ترد إليهم ويؤجلون ما يلزم تأجيله إلى حين آخر، فأرى إذا اتضح من خلال السؤال حاجة السائل إلى الاستعجال في الإجابة أن تلبى حاجته، أو أن يتم بدء البرنامج بأسئلة لم تعرض من الحلقة الماضية، ثم يفتح المجال للأسئلة أثناء الفاصل حتى يتمكن المذيع من عرض الأسئلة على الشيخ وبدوره يحدد الأسئلة التي يجيب عليها. المسجلة أفضل د. هشام بن عبدالملك آل الشيخ، عضو هيئة التدريس في المعهد العالي للقضاء: البرامج المسجلة أفضل بكثير من المباشرة، وذلك لأن الاستعجال في الفتوى مصيبة كبيرة، وهو ما يسبب عدم فهم الشيخ للسؤال فيتسبب له في إحراج كبير، المفروض أن يسمع الشيخ السؤال جيدا ويقرأه ثم يفكر فيه بتأنٍ أو يؤجله ليبحثه جيدا، وهناك بعض المتصلين من يهدف إلى دس الطعم داخل السؤال للمشايخ، حيث أن ذلك يحصل كثيرا في البرامج المباشرة، وإذا أحس الشيخ بذلك فعليه أن يجيب بطريقة لايؤاخذ عليها، ولا يمنع أن يتم أخذ الأسئلة بطريقة معينة يعرض المذيع من خلالها الأسئلة ثم يجيب عليها الشيخ بعد دراسة مستفيضة. «المباشرة» قوية د. مالك الأحمد، متخصص في شؤون الإعلام: البث المباشر يعطي قوة إضافية لأي برنامج، ولا حرج أن يكون البرنامج على الهواء مباشرة حينما يسأل المستفتون، وحين طرح أسئلة غير مناسبة يتولى المقدم ومن معه من الطاقم الفني التصرف والتحكم المباشر بحيث لا تتسبب في حرج للمفتي أو إشكالا للمستمعين. وليس البديل إلغاء البرامج المباشرة، خاصة الفتاوى لأن الناس بحاجة ماسة إليها والأمر قابل لضبطه بحيث لا يسبب حرجا لجميع الأطراف، مع أنه لن يخلو أي برنامج مباشر من الأخطاء اليسيرة.