يقول شيخنا الجليل لا ينبغي للنساء الفضليات التصريح عن مشاعرهن الفياضة تجاه بعض الدعاة والوعاظ المنتشرين في الفضائيات والذين يطلون على الناس بوجه صبوح وبسمة خلابة، ولسان معسول! وعذرا سماحة شيخنا الجليل.. بعض المطلين أقول «بعض» المطلين بوجه كالقمر في الظلماء يعتنون بطلتهم أكثر من أبطال الفيديو كليب! لذلك جاذبيتهم لا تقاوم! فلا تظهر لهم طلة إلا والهندام براق، والوجه بسام في غاية النعومة واللمعان!!... أما تصفيف الاكسسوارات ك«البشت» المذهب.. و«الغترة» المصقولة المنشاة وحركة اليد بالساعة الثمينة المنتقاة أو البدلة الفاخرة وربطة العنق الماركة البارزة، أو الجلباب المصنوع من القماش المعتبر فإن حدثت عنها.. فيها حرج!! وكلها مؤشرات دالة على أن الخلط ساد بين الدعوة والفتنة! بين التجميل والرسالة! وبين الحداثة العصرية والمحاذير الشرعية! فقد جرت العادة أن تقول المرأة السائلة أو المتصلة للداعية المنور في الشاشة (أحبك في الله يا شيخ) ثم يبتسم هو في جلاء وبهاء.. ومرات يرد بعض الدعاة (ونحن كذلك) نسأل الله لنا ولكم المغفرة وصالح الأعمال! ومرات يقولون (جزاكم الله خيرا) وأحبكم من تحبوننا فيه! ولا أحد ينصح أو يرشد أو يرفض أو يوجه! وقد اعتاد المشاهدون على مثل هذه المشاعر المعلنة على الهواء مباشرة.. لذلك كنت أتمنى على الشيخ الجليل قبل نصح النساء.. أن ينصح المتحدثين باسم الدعوة إذا وقعوا في مثل هذه المواقف الطاغية ماذا عليهم أن يفعلوا.. وليس أن يصمتوا ويفرحوا! والعجيب في هذه الأمور.. أن المرأة العربية.. والمحلية على وجه الخصوص معروف عنها طبع الحياء! ومن النادر أن تبادر النساء للتعبير عن مشاعرهن حتى الأخوية والأسرية! وفي الغالب العلاقات الجافة داخل الأسرة الواحدة تعود إلى التعامل المتوارث والذي لا يعطي للمشاعر فرصة الظهور على الألسنة! إلا في مجال الدعوة ومع بعض الدعاة تغير الحال وصارت عبارة (أحبك في الله) تجري على الألسنة بلا ضوابط واستخدم الدين كمشجب للبوح الخطأ في الموقف الخطأ! لاحظوا أيضا الرسائل الجوالية التي انتشرت موضتها مع ظهور الهاتف المتنقل وزاد استعمالها مع إغراءات الاتصالات بالمجانية فصارت الرسائل تتوالى.. وصار لدينا إسهال واستسهال رسائل من التنكيب الظريف إلى رسائل الدعوة.. وتبدأ بعض الرسائل بالتعبير عن أرقى درجات الحب وتقوم بتصوير دقيق لمشاعر ملتهبة ثم ينهيها المرسل.. بالإفادة أنها محبة في الله، وأنه الأخوة في الله، وأنه الحب في الله! لا يترك شيئا لا يقال في الحب وألوانه وأشواقه وغرامياته ثم يغطي الموقف بكسوة براقة (أحبك في الله)! صوفية تتسلل من حيث لا نشعر! وباسم الدين نشوه حقيقة الدين! ونغالط مشاعرنا ونتوج المغالطة بشرف الدعوة إلى الله وهكذا هي العلاقات اليوم! وكنت أتمنى لو كان الشيخ الجيل أكثر شجاعة في تصفيف النقاط على الحروف وإذا كانت الدعوة لا تحتاج إلى منافقين فهي أيضا في غنى عن المتصوفين!! للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة