نجح الدكتور مسفر سعد الخثعمي عميد كلية المجتمع في محافظة بيشة في تخطي كل الحواجز والمعوقات التي اعترضت طريقه للوصول إلى الأهداف التي رسمها لنفسه منذ الصغر. ورغم المصاعب التي واجهته في بداية حياته، إلا أنه وبهمم الرجال استطاع أن يتخطاها ويتجاوزها، ومن وظيفة مراسل في بنك إلى أستاذ مشارك في الجامعة، تلخصت حكايته: ولد في بلاد خثعم في منطقة عسير ومنها حصل على شهادة المرحلة الابتدائية في العام 1396ه ، وبعد الابتدائية توجه للعمل في القطاع الخاص كمراسل في البنك العربي المحدود، ثم انتقل إلى إحدى المؤسسات الوطنية فعمل فيها صرافاً ثم أمين مستودع ثم مندوب عملات يقوم باستلام العملات من الفروع الداخلية والخارجية. ومع بداية العام 1401ه انتقل ليعمل أمين صندوق في فرع بنك في القاعدة البحرية في الجبيل حتى نهاية العام 1405 ثم استقال من البنك. وكان خلال فترة العمل حريصا على مواصلة تعليمه المتوسط والثانوي بالنظام الليلي ما أهله للالتحاق بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية -فرع الجنوب- لإكمال دراسته الجامعية. تخرج من قسم التاريخ وحصل على مرتبة الشرف الأولى وحاز على الترتيب الأول على دفعته. عمل بعد تخرجه معلما في إدارة التربية والتعليم في بيشة في الفترة من من العام 1410ه حتى 1412ه. رشح للإعادة في قسم التاريخ بعد التخرج من الجامعة لكنه رفض الإعادة لتوقف برنامج الابتعاث إلى الخارج في تلك الفترة. استدعي بعدها من قبل قسم التاريخ في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية فرع الجنوب في العام 1413ه وتم تعيينه معيدا في القسم بعد أن تم فتح مجال الابتعاث مرة أخرى. وفي شهر رمضان من العام 1413ه ابتعث إلى بريطانيا لدراسة اللغة والماجستير والدكتوراه في التاريخ القديم وكانت مدة بعثته عشر سنوات قابلة للتجديد لمدة سنتين من أجل دراسة عدد من اللغات القديمة التي كان يتطلبها تخصصه مثل: لغة المسند العربي القديم بلهجاته المختلفة، واللغة الآرامية، واللغة السريانية، وقد تمكن من إنهاء دراسته والحصول على درجة الدكتوراه في العام 1420ه، بعد أن اختصر مدة الدراسة إلى النصف تقريباً. عاد من الابتعاث ليعمل أستاذا مساعدا في قسم التاريخ في جامعة الملك خالد بعد حصوله على الدكتوراه من قسم الدراسات الشرقية في كلية الآداب بجامعة مانشستر- بريطانيا - المملكة المتحدة، وكانت رسالته لدرجة الدكتوراه متميزة، حيث أشادت لجنة المناقشة والتقييم بالرسالة وطالبت بضرورة طبعها ونشرها في أسرع وقت ممكن وتبادلها بين الجامعات، ونوهت عن ذلك مجلة الطالب التي تصدر عن الملحقية الثقافية في بريطانيا والتي تعنى بنشر أخبار الطلاب والطالبات السعوديين. تخصصه العام «تاريخ قديم» وتخصصه الدقيق «تاريخ وحضارة الجزيرة العربية»، وأخيرا حصل على درجة أستاذ مشارك ثم قدم أوراقه للحصول على درجة الأستاذية «بروفيسور» في التاريخ القديم. وللخثعمي الكثير من العضويات والمشاركات العملية والعلمية والإدارية داخل المملكة وخارجها، حيث ساهم في إدارة المدرسة السعودية لأبناء المبتعثين في مدينة مانشستر، ورأس النادي السعودي في مدينة مانشستر في العام 1998م، وهو عضو جمعية التاريخ والآثار لدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وعضو الجمعية التاريخية السعودية، وعضو اللجنة المشكلة من وزارة التعليم العالي لوضع اللوائح الأكاديمية لكليات المجتمع، ورئيس مشروع حصر وتوثيق الآثار في منطقة عسير، وعضو مجلس جامعة الملك خالد من عام 1425ه وحتى الآن، وهو كذلك رئيس مجلس كلية المجتمع، وعضو مجلس قسم التاريخ في كلية العلوم الإنسانية في جامعة الملك خالد، وعضو مشروع التعاون العلمي بين جامعة الملك خالد ومعهد الأجناس في فينا في النمسا والمعني بدراسة التحولات الثقافية في منطقة عسير، وعضو الفريق السعودي العلمي المكلف من وزارة التعليم العالي لمرافقة ومتابعة الباحث الأمريكي (ديفيد لونق David Long)، وعضو لجنة أهالي منطقة عسير، وعضو اللجنة المحلية للتنمية السياحية في محافظة بيشة.