الوفاء سمة إنسانية من سمات العظماء عبر التاريخ، حيث إنه يعبر عن مدى نبل صاحبه وسمو روحه وذاته، وهو خصلة من أجمل الخصال الإسلامية الحميدة، وقد تجسدت معاني الوفاء بكل ما تحمله من مشاعر في شخص صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبد العزيز الذي اجتمعت في سموه أنبل صفات الفرسان والقادة الذين تعول عليهم الأمم في رفعتها ورقيها إلى هامة المجد. سلمان بن عبد العزيز أوله (سلم) وآخره (عز)، للتاريخ مع هذا الإنسان الشامخ وقفات حد السماء، تسجل وتكتب بماء الذهب. غاب سلمان بن عبد العزيز عن معشوقته الرياض وعن أعيننا، ولكنه لم يغب عن قلوبنا، غاب ليجسد أعظم معاني الأخوة والولاء والحب والسمع والطاعة بوقفته إلى جانب سلطان الخير وسيد المكارم صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز خلال رحلته العلاجية التي من الله علينا وأكرمنا بعودتهما سالمين غانمين، أزهر الوطن بقدومهما. كلنا يعلم أن الوفاء لا تستطيع النفوس اللئيمة أن تتصنعه، ولكن النفوس العظيمة والكريمة هي التي تتصف بهذه الخصلة الحميدة، حيث إن العظائم تصغر في عين العظيم، والأمير سلمان من العظماء الذين تصغر في حضرتهم كل الخصال، ومنها الوفاء الذي كان وما زال ملازما له خلال حياته الخاصة والعامة. لم تكن فرحة نجد بعودة فارسها وأميرها تقل عن فرحتنا بعودة سموه، فحبه يسكن كل قلوب شعب المملكة، كيف لا وسموه أصبح مضرب مثل في تفانيه وإخلاصه ووفائه، خصوصا في مجال عمله أميرا لمنطقة الرياض، حيث يجد المراجع أن سموه قد أتى قبل مجيئه ووجده على مكتبه ينجز معاملات المراجعين الواحدة تلو الأخرى، تعلو محياه الابتسامة والتفاؤل والإنسانية، الكل يعلم أن سلمان لا يدع حقا يضيع لأحد، أو معاملة تمر دون أن يتفحصها وينظر لها بنظرة الحاكم والمسؤول والأب والإنسان، فهنيئا لنجد بسلمان، وهنيئا للوطن بسلمان، وإذا أحب الله عبدا أحبب خلقه فيه. محمد بن منصور بن لؤي