قررت وزارة الشؤون البلدية والقروية حسب تصريح صحفي أعلن على لسان أحد منسوبيها، نشر في الصحف المحلية قبل أيام، محاسبة ومعاقبة أصحاب المخططات التجارية التي لم ينفذ أصحابها شبكة تصريف سيول في مخططاتهم قبل بيعها للزبائن، وعلى الرغم من «ترحيبي» بمثل هذه الخطوة الإجرائية القوية التي قررت الوزارة القيام بها إلا أن لدي بعض الأسئلة حول الموضوع برمته وهي ملخصة في النقاط التالية: أولا: إن اعتماد المخططات التجارية والحكومية كان قبل سنوات طويلة يتم من قبل الأمانات والبلديات ولكن الوزارة سحبت منهم تلك الصلاحية قبل نحو عشرين عاما وأصبح اعتماد المخططات يتم من قبلها، وكل مخطط لا يعتمد وفق النظام إلا بعد التأكد من تنفيذ جميع المرافق فيه ومنها السفلتة والإنارة والترصيف وشبكة السيول وغيرها من الخدمات، ولكن الذي كان يحصل في معظم المخططات أنه يكتفى بتنفيذ جزء من المرافق وهي التي تغري الزبائن بالشراء مثل السفلتة والترصيف والإنارة أما بقية الخدمات والمرافق فإنما تكون على الورق فقط! مع ذلك فقد كان يتم اعتماد المخططات والكتابة إلى كاتب عدل في المدينة أو المحافظة لإفراغها للزبائن، فهل كانت جهات الاختصاص تعلم أن خدمة مجاري السيول غير منفذة على أرض الواقع وإنما على الورق فقط أم أنها لا تعلم؟ وكيف تتم محاسبة مخططات بيعت وعمرت وسكنت منذ سنوات طويلة؟! ثانيا: لو افترضنا جدلا أن صاحب مخطط تجاري قام بإنشاء شبكة لتصريف مياه السيول قبل بيعه على الناس، ثم هطلت الأمطار قبل أو بعد بيع المخطط وتعميره وسكنه، فأين ستذهب السيول المصرفة في ظل عدم وجود شبكة متكاملة للسيول هل ستذهب إلى المخططات المجاورة التي ليست بها شبكة تصريف سيول؟ أم أنها سوف تلزم «حدودها»! وتقف عند نهاية الشبكة الخاصة بالمخطط؟! ولذلك فإن تنفيذ الشبكات الخاصة بالمخططات ينبغي أن يسبقه وجود شبكة عامة تنفذ في المدينة أو المحافظة، أما الخطأ الذي تنوي الوزارة معاقبة أصحاب المخططات التجارية عليه فإنه موجود في المخططات الحكومية التابعة للبلديات والأمانات والنتيجة واحدة وهي أن السيول لا تجد شبكة تصريف تحتويها فتفعل في المخططات وسكانها ما يحلو لها! ولذا فلا مناص من علاج شامل كامل عام يضمن توفير البنية التحتية في جميع أنحاء البلاد وفي مقدمة ذلك شبكات تصريف السيول والصرف الصحي وذلك هو العلاج الناجع وإلا فلا؟! للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة