وسط صالة مغلقة زوارها وزبائنها من النساء، تتنقل الفتاة العشرينية رازان بكل أريحية بعيداً عن أعين الرجال، فهي متخصصة في صيانة أجهزة الكمبيوتر، وإلى جوارها والدتها التي تشاطرها التجارة إذ تبيع إكسسوارات الكمبيوتر وتؤدي مهام الدعاية والإعلان في المكان ذاته الذي تعمل فيه رازان، وكل واحدة منهما تروج للأخرى سلعتها. الفكرة أطلقت على مستوى منطقة القصيم بإشراف ودعم من إدارة تعليم البنات في المنطقة، خصص الجزء الأكبر منها في صيانة أجهزة الكمبيوتر، بأيد سعودية 100 في المائة، إلى جانب مجموعة من الحرف والمهن الأخرى بعيداً عن الذكور، والذين تنحصر مهماتهم خارج الصالة المخصصة للنساء. وكشفت ل «عكاظ» مديرة المشروع هيفاء السليم، أن المشروع انطلق بعد وضع استراتيجية للعمل وأهدافه، والمتمثلة في دخول الفتيات الراغبات في صيانة أجهزتهن دون احتكاك بالرجال، وطمأنة الأسر أيضاً على نسائهم وبناتهم عند ذهابهن لصيانة أجهزة الكمبيوتر. وبينت السليم أن هذا المشروع وجد ترحيباً في الأوساط النسائية في القصيم، «بفضل التسهيلات المقدمة من تعليم البنات في المنطقة»، معتبرة الصعوبات التي واجهتهن خلال عملهن، أمراً طبيعياً لأي مشروع جديد، وطريقة جيدة لاستخلاص الدروس من تلك الصعوبات. وأوضحت مديرة المشروع أن البرنامج يشمل خطوات عمل جديدة مستقبلية للفتيات، إذ سيتمكن لاحقاً من منازلهن من صيانة الأجهزة عبر برنامج العمل عن بعد، باتصال هاتفي بينهن وصاحبات الأجهزة.