نجحت فتيات سعوديات في الأعوام الخمسة الأخيرة، في كسر حاجز المهن المحصورة بالرجل، فبين حين وآخر تظهر مجموعة منهن يقتحمن مجالاً كان حكراً على الذكور، و «يقارعنهم» فيه. وهذه المرة اختارت أربع فتيات الدخول في مهنة تتطلب معارف تكنولوجية ومهارات متنوعة، وهي صيانة أجهزة الكومبيوتر. وقالت مديرة «مركز صيانة الحاسب الآلي النسائي»، أم محمد: «أنشأنا هذا المركز للحد من المشكلات الكثيرة التي تصيب بعض الفتيات من تعدّي ضعفاء النفوس، القائمين على صيانة الأجهزة، على الخصوصية أثناء العملية، ما يضعهن في مواقف حرجة خصوصاً عندما تحوي أجهزتهن صوراً شخصية أو أرقاماً لأقاربهن أو زميلاتهن، إضافة إلى توفير بعض المتطلبات التي تحتاجها المرأة السعودية داخل مجتمعها». وأشارت إلى أنهن لم يواجهن أي صعوبات في الحصول على تصاريح من الغرفة التجارية في جدة، خصوصاً ان التراخيص مطابقة لشروط فتح مركز يقدم خدمات صيانة الكومبيوتر التي تحتاجها المرأة، وكذلك يعتمد على كفاءات إدارية. وذكرت أن الفتيات اللاتي يعملن في المركز حائزات بكالوريوس ودبلومات في صيانة الأجهزة الإلكترونية وقطعها وبرامجها والشبكات، ويمكنهن تجميع القطع بحسب المواصفات المطلوبة، وتصميم مواقع إنترنت... فضلاً عن المونتاج وغير ذلك. وتعتبر الطالبة نورة العتيبي أنها فكرة جيدة، «وستكون ناجحة خصوصاً أن المرأة أصبحت قادرة على تسويق الكومبيوتر وملحقاته في شكل جيد». وتضيف: «أتمنى أن يوجد في جميع مناطق المملكة محل نسائي لصيانة الكومبيوتر، لكي تستطيع المرأة أن تأخذ راحتها، وتشرف على جهازها بنفسها، وتحافظ على خصوصيتها». وتؤكد مريم العفيفي (موظفة مصرف) ضرورة تعيين كادر نسائي من الموظفات المتخصصات في محال صيانة الكومبيوتر، وألا تكون في المراكز التجارية (المولات) فقط، مطالبة بتوظيف النساء في جميع القطاعات الحكومية والخاصة، علماً أن بعض الوزارات بدأ توظيف الكادر النسائي لصيانة الأجهزة الإلكترونية، منها وزارة التربية والتعليم. وترى أن خصوصية المرأة السعودية «تقترب من ان تصبح محفوظة كلياً مع وجود مثل هذه المراكز، كي لا تشعر النساء بالحرج عند اللجوء إلى محال البيع والصيانة التي يعمل فيها رجال». وتضيف: «كثيرات يحتفظن بصور أو أرقام شخصية على أجهزتهن، ما يدفع إلى إنشاء مراكز نسائية للصيانة، حفاظاً على هذه الأسرار ورفع الحرج». وتتابع: «نلاحظ للأسف أن بعض النساء يحملن من البرامج والصور والأفلام وغيرها التي تكون مشبعة بالفيروسات، وتؤدي إلى ظهور مشكلات، فيبحثن عن فنيي صيانة أو تضطر إلى شراء كومبيوتر جديد، ظناً منها أن المشكلة في الجهاز نفسه، وليس من سوء الاستخدام». وكان محافظ المؤسسة العامة للتعليم والتدريب المهني في السعودية صرح بأن سوق العمل السعودية لا تحتاج إلى تشغيل الفتيات السعوديات في قطاع الصيانة، وأن نسبة حاجة سوق العمل للأيدي المحلية في قطاع الصيانة تتراوح بين 10 إلى 20 في المئة من الحاجة الكلية للسوق. وتعلق العفيفي بقولها: «نحن في حاجة إلى فتيات يعملن في قطاع الصيانة، فلو نظرنا إلى الموظفات الحكوميات، عندما يتعطل جهاز ليس أمامهن إلا أمران، إما أن ينتظرن حتى نهاية الدوام الرسمي أو يضطر الفني إلى الدخول عليهن». وتقول نورة الغامدي (23 سنة): «ابتزاز الفتيات يجبر المرأة السعودية على حماية نفسها والعمل في خدمة بنات جنسها لحمايتهن، وفكرة إنشاء هذا المركز لصيانة الأجهزة تخدم الفتاة السعودية في شكل كبير».