في حياتنا العامة قد يلاقي الواحد منا عينات من البشر تعشق اللف والدوران عشقا يجعلها تمارسه مع الآخرين بمناسبة وبدون مناسبة، لأن هذه الفئة من الناس تعتقد أن الصراحة والشفافية والوضوح فيها ما يحرج ويزعج، ولذلك تعمد إلى ممارسة اللف والدوران مع من تتعامل معه غير آبهة بانكشاف أمرها بعد فترة، لأن حبل الكذب قصير كما يقولون مهما حاول صاحبه مده و «مطه».. (ومهما تكن عند امرىء من خليقة وإن خالها تخفى على الناس تعلم).. بل إن عشاق اللف والدوران يستمرون على نهجهم بعد انكشاف أمرهم إما باختلاق أعذار وأكاذيب جديدة يحاولون بها تبرير ما سبق لهم تقديمه من وعود لم تتحقق أو بالبحث عن ضحايا جدد يلفون ويدورون عليهم بعد أن يكون أمرهم قد فضح مع الضحايا السابقين.. وعلى سبيل المثال تجد من أصحاب اللف والدوران من يدعي القدرة على تقديم الشفاعة لمن يحتاجها بحكم علاقته الواسعة أو مكانته الوظيفية أو الاجتماعية، فإذا جاءه طالب شفاعة في أمر يعلم هو أنه لا يستطيع الشفاعة فيه وإن شفع فإن شفاعته لا يلتفت إليها بحكم صغر حجمه وعدم امتلاكه أية علاقات أو نفوذ حسب ادعائه، ومع ذلك لا يقول لمن قصده الحقيقة بل يستمر في الادعاء ويقدم الوعود بأنه سوف يقضي حاجته حتى لو طلب منه توفير عدة قوارير من لبن العصفور أو كيلو من شحم النملة. فإن كان طالب الشفاعة من الذين يستفاد منهم في خدمة مادية أو اجتماعية استغله «أبو لمعة» عددا من الشهور، ملوحا له بقرب إنهاء موضوعه الذي جاءه أصلا لطلب الشفاعة فيه وقضائه له، ويظل يستغله ويستفيد من علاقاته بل ويظل الأول يقنع نفسه بأن الخدمة التي طلبها من صاحبه أبي لمعة خدمة كبيرة وتحتاج إلى صبر وزمن، ولكن النتيجة النهائية هي اكتشاف حقيقة أبي لمعة وأنه كذاب أشر، وتكون عملية الاكتشاف بعد أن يمص أبو لمعة صاحبه حتى آخر قطرة ؟! ولعل من العجائب، والعجائب جمة، أن المجتمع الذي يساير الكذابين في لفهم ودورانهم ويصدق وعودهم الخلب يقف موقفا غير كريم من الذين يصارحون صاحب الحاجة أو طالب الشفاعة بأنهم غير قادرين على مساعدتهم أو الشفاعة لهم شفاعة تؤدي الغرض فيكون ردهم على هذا الوضوح بقولهم: فلان ما فيه فايدة، إنه لايساعد أحدا من الناس. أي أنهم يرتاحون لمن يكذب عليهم ويمنيهم ويعدهم وما يعدهم الكذاب إلا غرورا. ثم لا يكتشفون الحقيقة إلا بعد فوات الأوان.. ويا ليتهم يتعلمون!!. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 162 مسافة ثم الرسالة