21 عاما، هي خلاصة تجربة مغسل الأموات عباس بتاوي الذي أنشأ أول مغسلة للأموات في جدة، وفاء لنذر لله أن يتولى عملا خيريا إن نجا من مشكلة وقعت له في عمله، فمنحته هذه السنون خبرة كافية في ممارسة هذه المهنة التي شغلها متطوعا دون أن يتقاضى أجرا على الحالات المتنوعة التي يباشرها. لا يشترط البتاوي أن يكون المغسل ذا صفة معينة، كأن يكون ملتحيا أو غير ذلك، بل إنه يدعو إلى نشر كيفية الغسل في كل البيوت؛ كي يتمكن كل شخص من مساعدة مغسل الأموات في غسل أقاربه المتوفين أو غيرهم، ويدرك كيفية التعامل مع مختلف الحالات. ولأن لهذا العمل واجبات وشروطا كالصلاة والزكاة والحج، فإن البتاوي يدعو إلى تعلم شروط هذه المهنة من خلال بعض الكتب أو المطويات التي تزخر بها المكتبات المنتشرة. يسعى مغسل الأموات عباس بتاوي حاليا إلى توريث أبنائه هذه المهنة، فهم يشاركونه في قص الأكفان وتفصيلها، وكذلك زوجته في الحالات النسائية، وهم شهدوا معه بعض الحالات التي باشرها. واجه بتاوي صعوبات في عملية الغسل لم يفصح عنها، وكان الناس يطرحون عليه أسئلة محرجة أثناء إلقائه محاضرات عن كيفية غسل الأموات، مطالبين بإثبات صحة بعض الحالات التي يرويها لهم، فيستعين ببعض الشهود من أقارب الموتى الذين حضروا الغسل، أو بالصور التي توضح ذلك بعد تمويه الوجوه مراعاة لحرمة الميت.